شركة الاقتصاد المختلط وأثرها على المصلحة العامة في القانون , تعتبر شركات الاقتصاد المختلط من الظواهر الاقتصادية التي تجمع بين عناصر القطاعين العام والخاص، وهي تمثل نمطًا معقدًا للتنظيم والإدارة يهدف إلى تحقيق توازن بين هدف الربح والمصلحة العامة. تنشأ هذه الشركات عادةً في قطاعات حيوية تتطلب تدخلاً حكوميًا لضمان توفير خدمات أساسية للمجتمع. يُعزى أثرها على المصلحة العامة في القانون إلى قدرتها على تحقيق توازن بين تحقيق الأرباح وتلبية احتياجات المجتمع.

تسعى شركات الاقتصاد المختلط إلى الجمع بين ميزات القطاعين العام والخاص، حيث يمكن للحكومة التأثير في سياساتها وتوجيهها بما يخدم المصلحة العامة، بينما تحتفظ الشركة بمرونة العمل والاستجابة السريعة التي تميز القطاع الخاص. وتتجلى أثرها الإيجابي على المصلحة العامة في توفير خدمات ضرورية مثل النقل العام والطاقة والصحة والتعليم بشكل يتيح الحفاظ على جودة الخدمات وتحقيق الكفاءة الاقتصادية في نفس الوقت.

مع ذلك، تثير شركات الاقتصاد المختلط أيضًا تحديات قانونية وأخلاقية تتعلق بالتوازن بين مصلحة الشركة والمصلحة العامة، وكيفية ضمان عدم تحول هذه الشركات إلى أدوات للتحكم الحكومي أو استغلال الأرباح. لذا، يأتي دور القوانين والتنظيمات في وضع الإطار القانوني الذي يحدد دور ومسؤوليات شركات الاقتصاد المختلط ويضمن تحقيق التوازن المناسب بين المصلحة الخاصة والعامة.

إن هذا المقال سيستعرض تأثير شركات الاقتصاد المختلط على المصلحة العامة في القانون، من خلال تحليل أمثلة ودراسة حالات واقعية، إلى جانب استعراض التحديات والفرص القانونية المرتبطة بهذا المفهوم المعقد.

“الاقتصاد المختلط: مفهومه وتطوره في النظام القانوني”.

تعيش الدول اليوم في عصر تمزج فيه مكونات الاقتصاد المختلفة بشكل متناغم لتحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المجتمع. وفي هذا السياق، يظهر مفهوم “الاقتصاد المختلط” كنمط اقتصادي يجمع بين مكونات القطاعين العام والخاص بهدف تحقيق التوازن بين تحقيق الربح وتحقيق المصلحة العامة. يتطرق هذا المقال إلى توضيح مفهوم الاقتصاد المختلط واستعراض تطوره في النظام القانوني.

مفهوم الاقتصاد المختلط: تمثل الشركات والمؤسسات ذات الاقتصاد المختلط واجهة حديثة للتفاعل بين القطاعين العام والخاص. يتعلق الأمر بشركات يمتلك جزء منها القطاع الحكومي وجزء آخر يخص القطاع الخاص. وتتراوح مشاركة الحكومة في هذه الشركات بين التمويل والإشراف والتنظيم، بهدف تحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية.

تطور الاقتصاد المختلط في النظام القانوني: على مر العقود الأخيرة، شهد العالم تزايدًا في التوجه نحو تبني نماذج اقتصاد مختلطة، حيث يعكف القوانين والتشريعات على تحديد أدوار ومسؤوليات الشركات والمؤسسات في هذا الإطار. يسعى النظام القانوني إلى تحقيق التوازن بين تحقيق الأرباح وضمان تقديم الخدمات والسلع الضرورية للمجتمع بجودة عالية وبأسعار معقولة.

“دور الدولة في تنظيم وتشجيع القطاع الخاص في نظام الاقتصاد المختلط”.

الدولة في تنظيم وتشجيع القطاع الخاص في نظام الاقتصاد المختلط بأهمية كبيرة لضمان تحقيق التوازن بين تحقيق الأرباح وتحقيق المصلحة العامة. إذ تسعى الدولة من خلال سياساتها وتشريعاتها إلى توجيه ودعم القطاع الخاص وضبط نشاطاته لتحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية. في هذا السياق، يمكن تسليط الضوء على دور الدولة من خلال النقاط التالية:

1. الإطار التشريعي والتنظيمي: تلعب الدولة دورًا حيويًا في وضع القوانين واللوائح التي تحدد القواعد والإجراءات التي يجب أن يلتزم بها القطاع الخاص. تشمل هذه القوانين مجموعة من المسائل مثل حقوق العمال والبيئة والمنافسة العادلة، وهذا يساهم في تحقيق توازن بين أهداف الأرباح والمصلحة العامة.

2. توجيه الاستثمارات: من خلال توجيه الاستثمارات نحو قطاعات ذات أهمية استراتيجية للتنمية، يمكن للدولة تحقيق التوازن بين تحقيق الربح وتحقيق المصلحة العامة. تستطيع الدولة أن تشجع القطاع الخاص على الاستثمار في مجالات مثل البنية التحتية، والصناعات التكنولوجية، والبحث والتطوير، وذلك من خلال تقديم التسهيلات والحوافز.

3. توجيه الابتكار والتكنولوجيا: تلعب الدولة دورًا في تشجيع الابتكار وتطوير التكنولوجيا من خلال دعم البحث والتطوير في القطاع الخاص. يمكنها تقديم التمويل وتوفير بيئة مناسبة للاستثمار في التكنولوجيا وتحفيز شركات القطاع الخاص على اتخاذ مبادرات جديدة.

4. التعليم والتدريب: من خلال دعم التعليم والتدريب المهني، يمكن للدولة تأهيل الكوادر البشرية المطلوبة لتطوير القطاع الخاص. هذا يساهم في تحسين كفاءة العمل وزيادة إنتاجية الشركات.

5. ضمان المنافسة العادلة: تلعب الدولة دورًا في ضمان المنافسة العادلة ومنع التحكم الاحتكاري في السوق. من خلال هيئات رقابية وقوانين منافسة قوية، تسعى الدولة إلى ضمان تواجد بيئة تنافسية تعزز من ازدهار القطاع الخاص.

استنتاج: في نظام الاقتصاد المختلط، تأتي دور الدولة في تنظيم وتشجيع القطاع الخاص كجزء أساسي من تحقيق التوازن بين تحقيق الأرباح وتحقيق المصلحة العامة. تسهم جهود الدولة في إيجاد بيئة مناسبة للتنمية الاقتصادية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمجتمع.

“الاقتصاد المختلط وتحقيق التوازن بين المصالح العامة والخاصة”.

في إطار النماذج الاقتصادية المتنوعة التي تستخدمها الدول، يظهر الاقتصاد المختلط كنموذج يجمع بين عناصر القطاعين العام والخاص. يعتبر هذا الاقتصاد نتاجًا للتفاعل بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، حيث يهدف إلى تحقيق توازن مستدام بين تحقيق الأرباح وتلبية المصالح العامة. وتتجلى أهمية هذا النمط الاقتصادي في القدرة على توجيه الموارد نحو تحقيق الفائدة الاقتصادية والاجتماعية بشكل متوازن، مما يعزز من استدامة التنمية وتحسين مستوى الحياة للمواطنين.

تعتمد فلسفة الاقتصاد المختلط على تحقيق التوازن بين المصالح العامة والخاصة، حيث يشمل هذا النمط من التنمية تدخلًا فعّالًا من قبل الحكومة لضمان توفير الخدمات والسلع الأساسية للمجتمع بجودة عالية. وفي نفس الوقت، يُتاح للقطاع الخاص فرصًا للاستثمار وتحقيق الأرباح، مما يشجع على دفع عجلة الاقتصاد وتحفيز الابتكار والاستدامة.

القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية تعتبر أمورًا لا يمكن تجاهلها في أي مجتمع، وهنا تأتي دور الاقتصاد المختلط إلى الواجهة. حيث يمكن للحكومة أن تشجع على تقديم هذه الخدمات عالية الجودة من خلال دعم الشركات والمشروعات التي تعمل في هذه المجالات. في نفس الوقت، تتيح للقطاع الخاص الفرصة للاستثمار في مجموعة متنوعة من الصناعات والمشاريع التي تسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.

ومع ذلك، تحمل هذه النماذج تحدياتها، حيث يجب تحقيق توازن حساس بين دور الحكومة ودور القطاع الخاص. قد يظهر تدخل زائد للحكومة في بعض الأحيان وقد يؤدي ذلك إلى تقليل فعالية القطاع الخاص. على الجانب الآخر، إذا لم يكن هناك تدخل كافٍ من الحكومة، قد يتسبب ذلك في عدم تلبية الاحتياجات العامة.

باختصار، يمثل الاقتصاد المختلط نموذجًا اقتصاديًا يسعى إلى تحقيق التوازن بين المصالح العامة والخاصة، حيث تلعب الحكومة والقطاع الخاص أدوارًا متكاملة في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمجتمع.

“الاقتصاد المختلط وحماية حقوق المستهلكين: قراءة قانونية”.

تعبر الاقتصاد المختلط عن نموذج اقتصادي يتضمن تكاملًا بين القطاع العام والخاص، بهدف تحقيق التوازن بين تحقيق الأرباح وتلبية المصالح العامة. واحدة من المجالات المهمة التي تتأثر بتلك النماذج هي حماية حقوق المستهلكين. تهدف القوانين والتنظيمات التي تنص على حقوق المستهلكين إلى ضمان استفادتهم من خدمات ومنتجات عالية الجودة، وتحقيق التوازن بين حماية المستهلكين وتشجيع القطاع الخاص على تقديم الخدمات والسلع بشكل مناسب.

في سياق قراءة قانونية لهذا الموضوع، تأخذ حماية حقوق المستهلكين أهمية كبيرة. تحدد القوانين الحدود والمعايير التي يجب أن يلتزم بها القطاع الخاص عند تقديم منتجاته وخدماته للجمهور. تلك القوانين تشمل مجموعة متنوعة من النواحي، مثل التسعير العادل، وجودة المنتجات، وسلامة المستهلكين، وحقوق الإلغاء والاسترداد.

تعزز حماية حقوق المستهلكين من المسؤولية المشتركة بين القطاع الخاص والحكومة. فمن جانبه، يجب على القطاع الخاص تقديم منتجات وخدمات تتوافق مع المعايير المحددة وتحمي حقوق المستهلكين. ومن جهة أخرى، تلعب الحكومة دورًا في وضع التشريعات واللوائح التي تنظم سوق المستهلكين وتفرض عقوبات على المنتهكين لحقوق المستهلكين.

القوانين التي تحمي حقوق المستهلكين تسعى إلى تحقيق توازن بين المصلحة العامة والخاصة. تحمي هذه القوانين المستهلكين من الممارسات غير النزيهة والمضللة، وتحث الشركات على الامتثال لمعايير الجودة والسلامة. في الوقت نفسه، تمنح الشركات حرية التنافس والابتكار، مما يشجع على تقديم منتجات وخدمات أفضل وأكثر تنوعًا.

باختصار، يعتبر الاقتصاد المختلط نموذجًا يسعى إلى تحقيق توازن بين المصالح العامة والخاصة. حماية حقوق المستهلكين تمثل جزءًا مهمًا من هذا النموذج، حيث تسعى للحفاظ على حقوق المستهلكين وضمان جودة الخدمات والمنتجات المقدمة في إطار تنظيمي يعزز من استدامة الاقتصاد وتنميته.

“ضمانات الملكية الخاصة في إطار نظام الاقتصاد المختلط”.

ضمانات الملكية الخاصة تعتبر عنصرًا أساسيًا في إطار نظام الاقتصاد المختلط. تهدف هذه الضمانات إلى حماية حقوق الملكية للأفراد والشركات في القطاع الخاص، مما يسهم في تشجيع الاستثمار، وتعزيز الابتكار، وتحقيق التوازن بين تحقيق الأرباح وتحقيق المصلحة العامة. من خلال فهم ضمانات الملكية الخاصة في إطار نظام الاقتصاد المختلط، يمكننا الاستشراف لبعض النقاط المهمة:

1. حقوق الملكية والحماية القانونية: تكمن ضمانات الملكية الخاصة في منح حقوق قانونية وحماية لأصحاب الممتلكات الخاصة. هذا يعني أن الأفراد والشركات لديهم حقًا قانونيًا في امتلاك واستخدام الممتلكات الخاصة لهم، ولا يجب انتهاك هذه الحقوق دون أسباب قانونية مشروعة.

2. الحرية في الاستخدام والتصرف: ضمان الملكية الخاصة يعني أن أصحاب الممتلكات لديهم حرية في استخدام وتصرف ممتلكاتهم وفقًا للقوانين واللوائح المعمول بها. هذا يشمل الحرية في بيع الممتلكات، أو تأجيرها، أو استخدامها لأغراض مختلفة.

3. حماية من التدخل الحكومي الزائد: في نظام الاقتصاد المختلط، يهدف ضمان الملكية الخاصة إلى تجنب التدخل الحكومي الزائد في شؤون الشركات والأفراد. هذا يشجع على الاستثمار والابتكار من خلال تقديم مناخ مناسب للنشاط الاقتصادي.

4. التحفيز للإبداع والابتكار: ضمان الملكية الخاصة يعزز الحرية في التصرف والاستثمار، مما يشجع على الابتكار وتطوير الأعمال الجديدة. تلك الحرية تمكن الشركات والأفراد من تطوير فكرة أو منتج جديد بمزيد من الثقة.

5. الثقة في التعاملات الاقتصادية: ضمان الملكية الخاصة يسهم في بناء الثقة في البيئة الاقتصادية. حيث يشعر الأفراد والشركات بالأمان في الاستثمار والتعاملات المالية، مما يعزز من نمو الاقتصاد واستقراره.

6. التوازن بين المصلحة العامة والخاصة: ضمانات الملكية الخاصة تساهم في تحقيق التوازن بين المصلحة العامة والخاصة. إذ يمكن للأفراد والشركات تحقيق الأرباح وفي الوقت نفسه الالتزام بالمعايير واللوائح التي تحقق المصلحة العامة.

7. تشجيع التنافسية وتنوع الاقتصاد: من خلال ضمان الملكية الخاصة، تتحقق بيئة تشجع على التنافسية وتنوع الاقتصاد. حيث يتم تحفيز الشركات على تقديم منتجات وخدمات مبتكرة للرد على احتياجات وتفضيلات المستهلكين.

في الختام، ضمانات الملكية الخاصة تمثل إحدى الأسس الأساسية لنجاح نظام الاقتصاد المختلط. تسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزز من استدامة التنمية، مع الحفاظ على التوازن بين المصالح العامة والخاصة.

“التحديات القانونية للشركات في بيئة الاقتصاد المختلط”.

تعمل الشركات في بيئة الاقتصاد المختلط على التوازن بين تحقيق الأرباح وتلبية المصالح العامة، وهذا يواجه تحديات قانونية محددة تنطوي على تعقيدات مختلفة. بينما تتفاوت هذه التحديات من دولة إلى أخرى وفقًا للنموذج الاقتصادي والقوانين المعمول بها، إلا أن بعض التحديات المشتركة تشمل ما يلي:

1. تنوع التشريعات: في بيئة الاقتصاد المختلط، يمكن أن تواجه الشركات تعقيدات ناتجة عن وجود تنوع في التشريعات المعمول بها. ذلك يعني أن الشركات قد تحتاج إلى التعامل مع مجموعة متنوعة من اللوائح والمتطلبات القانونية التي تختلف بين القطاعين العام والخاص.

2. الالتزام بالمعايير الاجتماعية والبيئية: تتعين على الشركات في بيئة الاقتصاد المختلط الامتثال للمعايير الاجتماعية والبيئية الصارمة التي تفرضها الحكومة. هذا قد يشمل التزامات تتعلق بالحفاظ على البيئة، وحقوق العمال، والتنوع، والمسؤولية الاجتماعية للشركات.

3. التوازن بين الربحية والمصلحة العامة: التحدي الأساسي للشركات في هذه البيئة يكمن في التوازن بين تحقيق الأرباح وتحقيق المصلحة العامة. يمكن أن يواجه القطاع الخاص ضغوطًا من الحكومة أو المجتمع لتقديم خدمات ذات مصلحة عامة على حساب الربحية.

4. قوانين المنافسة والاحتكار: ضمان التنافسية العادلة في بيئة الاقتصاد المختلط يعتبر تحديًا قانونيًا. يجب على الشركات الامتثال لقوانين منع الاحتكار والحفاظ على المنافسة في السوق، وهذا قد يشمل قيودًا على التعاون مع الشركات الحكومية أو القطاع الخاص.

5. تغييرات السياسات وعدم اليقين: تتعرض الشركات في بيئة الاقتصاد المختلط للتغييرات السياسية والسياسات الحكومية المتغيرة. هذا يخلق عدم اليقين وقد يؤثر على استراتيجيات الأعمال والاستثمارات.

6. توازن السلطات والمسؤوليات: قد يكون هناك تحدي في تحقيق توازن بين سلطات الحكومة وحقوق الشركات. تصاعد السلطات الحكومية قد يؤدي إلى تقييدات زائدة على القطاع الخاص وتدخل زائد في أعمال الشركات.

7. حقوق العمال والعمل الكريم: ضمن بيئة الاقتصاد المختلط، يجب على الشركات احترام حقوق العمال وتوفير بيئة عمل كريمة وآمنة. قد يتطلب هذا الامتثال للقوانين المعمول بها بخصوص العمل والحقوق العمالية.

باختصار، تواجه الشركات في بيئة الاقتصاد المختلط تحديات قانونية تتراوح بين التنظيم والالتزام بالقوانين والمعايير الاجتماعية، مع الحفاظ على التوازن بين تحقيق الأرباح وتحقيق المصلحة العامة.

“أثر الاقتصاد المختلط على سياسات التوظيف وحقوق العمال في القانون”.

أثر الاقتصاد المختلط على سياسات التوظيف وحقوق العمال في القانون يتجلى في تفاعل معقد يتطلب موازنة بين مصلحة القطاع الخاص وضمان حقوق العمال. تلك الديناميات تظهر من خلال النقاط التالية:

تحقيق التوازن بين مصالح أصحاب العمل والعمال يعد تحديًا أساسيًا في بيئة الاقتصاد المختلط. يتطلب ذلك وضع سياسات توظيفية تعكس احتياجات الشركات وتوفير فرص العمل، مع الحفاظ على حقوق العمال وضمان ظروف العمل اللائقة. تلك السياسات يجب أن تكون قائمة على المساواة في فرص التوظيف ومنع التمييز وتوفير الحماية للعمال.

من الناحية القانونية، يتوجب على الدولة وضع تشريعات تحمي حقوق العمال وتضمن إجراءات تعاقد عادلة وسليمة. يتعين على القوانين تحديد الحد الأدنى للأجور وساعات العمل، وتقديم ضمانات للسلامة والصحة في مكان العمل. يجب أن تتيح هذه القوانين أيضًا حق العمال في الانضمام إلى نقابات والدفاع عن مصالحهم المهنية.

التحدي الأكبر يكمن في ضمان توازن بين القوانين التي تحمي حقوق العمال وبين الحاجة إلى توفير بيئة مناسبة للاستثمار والنمو الاقتصادي. فبالرغم من أهمية حماية حقوق العمال، يمكن أن تؤدي القيود الزائدة على أصحاب العمل إلى تقليل مرونتهم في إدارة الأعمال والتوظيف.

تتطلب هذه السياقات من القوانين التي تنظم حقوق العمال أن تكون متعادلة ومتوازنة. يجب أن تتيح للعمال الحماية والضمانات، في حين تحافظ في الوقت نفسه على بيئة تشجع على النمو الاقتصادي وتوفير الفرص الوظيفية.

باختصار، يتعين على القوانين في بيئة الاقتصاد المختلط تحقيق توازن دقيق بين سياسات التوظيف وحقوق العمال، مع النظر في مصالح القطاع الخاص وضمان تحقيق التوازن بين تحقيق الأرباح والمصلحة العامة.

“الاقتصاد المختلط ودوره في تحقيق التنمية المستدامة من منظور قانوني”.

يعتبر الاقتصاد المختلط دورًا محوريًا في تحقيق التنمية المستدامة من منظور قانوني، حيث يجمع بين تحقيق الأرباح وتلبية المصالح العامة بطريقة تعزز من استدامة النمو الاقتصادي وحماية البيئة والمجتمع. تبرز بعض الجوانب الرئيسية لدور الاقتصاد المختلط في تحقيق التنمية المستدامة:

1. التوجيه القانوني للاستدامة: يمكن للنموذج الاقتصادي المختلط أن يكون مؤشرًا لتحقيق التنمية المستدامة من خلال القوانين واللوائح التي تشجع على التنمية الاقتصادية الطويلة الأمد وتعزز من حماية البيئة والموارد الطبيعية.

2. تحفيز الاستثمار المستدام: يعزز الاقتصاد المختلط من التوجه نحو الاستثمار في القطاعات المستدامة مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة. من خلال توجيه الشركات نحو الاستثمار في مشاريع تقليل الانبعاثات وحماية الموارد، يمكن تحقيق فوائد اقتصادية وبيئية.

3. الحفاظ على التوازن البيئي: من منظور قانوني، يمكن للنموذج المختلط أن يشجع على تطبيق قوانين تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. يمكن أن تشمل هذه القوانين تنظيم استخدام الموارد الطبيعية وتقليل التلوث.

4. تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات: يشجع الاقتصاد المختلط على تبني الشركات لمسؤولياتها الاجتماعية من خلال تقديم خدمات اجتماعية وبيئية والمشاركة في مبادرات التنمية المستدامة، وذلك استنادًا إلى اللوائح والقوانين ذات الصلة.

5. تشجيع الابتكار والتنوع الاقتصادي: من خلال تقديم مرونة للشركات في بيئة الاقتصاد المختلط، يمكن تعزيز التنافسية وتشجيع الابتكار وتطوير الصناعات الجديدة المتوافقة مع مبادئ التنمية المستدامة.

6. تعزيز التشريعات الاجتماعية: الاقتصاد المختلط يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز وتنفيذ التشريعات الاجتماعية التي تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي وتقديم الحماية للفئات الضعيفة وتحسين مستوى المعيشة.

7. تحقيق التوازن بين المصالح العامة والخاصة: من خلال تقديم منظور قانوني، يمكن للنموذج المختلط تحقيق توازن بين مصالح الشركات والمصالح العامة، مما يعزز من استدامة الاقتصاد والمجتمع.

باختصار، يلعب الاقتصاد المختلط دورًا هامًا في تحقيق التنمية المستدامة من منظور قانوني، حيث يسهم في توجيه السياسات والقوانين نحو تحقيق التوازن بين التطور الاقتصادي وحماية البيئة وتعزيز العدالة الاجتماعية.

الخاتمة

في الختام، يتجلى دور الاقتصاد المختلط في تحقيق التنمية المستدامة من منظور قانوني كعنصر أساسي في تحقيق توازن بين تحقيق الأرباح وتحقيق المصلحة العامة. يتطلب هذا الدور مجموعة متنوعة من السياسات والقوانين التي تعزز من استدامة النمو الاقتصادي، وتحمي حق العامل والمستهلكين، وتحقق التوازن بين البيئة والتنمية.

من خلال توجيه الشركات نحو تبني ممارسات مستدامة والالتزام بمسؤولياتها الاجتماعية، يمكن للقوانين أن تحقق تحولًا نحو نموذج اقتصادي يعتمد على الابتكار والتنمية الشاملة. هذا يعزز من فرص التوظيف وتعزيز جودة الحياة، مع الحفاظ على البيئة والموروث الاجتماعي.

تجمع التحديات القانونية التي تواجهها الشركات في بيئة الاقتصاد المختلط على أهمية توازن بين حقوق العمال وحماية المصلحة العامة ومصالح القطاع الخاص. من خلال وضع تشريعات تتيح تحقيق التوازن هذا، يمكن للنموذج المختلط أن يساهم بفاعلية في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الرفاهية للجميع.

بالتالي، يظهر بوضوح أن الاقتصاد المختلط ليس مجرد نموذج اقتصادي بل يمثل أيضًا نهجًا قانونيًا يسهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال موازنة بين المصالح العامة والخاصة، وبناء بيئة تعزز من استدامة الاقتصاد والمجتمع والبيئة على حد سواء.

شركة الاقتصاد المختلط وأثرها على المصلحة العامة في القانون