تعريف الوصاية الإدارية و خصائصها و حدودها في القانون , تعدّ الوصاية الإدارية أحد المفاهيم القانونية البارزة التي تلعب دوراً حيوياً في تنظيم العلاقة بين الدولة أو السلطات الإدارية والأفراد أو المؤسسات التي قد تحتاج إلى دعم أو إشراف نتيجة ظروف خاصة تعوقها عن ممارسة حقوقها وواجباتها بشكل كامل. تعبر الوصاية الإدارية عن نمط من التفويض والإشراف يهدف إلى الحفاظ على المصالح الشخصية أو المالية للفرد أو المؤسسة، وفي الوقت نفسه تعزيز المصلحة العامة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

سيتناول هذا المقال تحليلاً موسعاً لمفهوم الوصاية الإدارية، وسيسلط الضوء على خصائصها الجوهرية التي تميزها وتمنحها أهمية قانونية بارزة. سنتناول أيضاً حدود ممارسة هذه الوصاية في الإطار القانوني، وكيف يجب أن تتماشى مع مبادئ العدالة وحقوق الأفراد المعنيين.

تعريف الوصاية الإدارية

الوصاية الإدارية هي آلية قانونية تُستخدم في الإطار الإداري لتوفير الحماية والرعاية للأفراد أو المؤسسات الذين يكونون غير قادرين على تسيير شؤونهم بشكل كامل نتيجة لظروف خاصة. تهدف الوصاية الإدارية إلى تحقيق التوازن بين حماية حقوق ومصالح هؤلاء الأفراد أو المؤسسات و الشركات، وبين تحقيق المصلحة العامة والحفاظ على النظام الاجتماعي والاقتصادي.

تتضمن الوصاية الإدارية إشرافاً وتوجيهاً من قبل جهة أو سلطة إدارية مختصة، تُعيّن لهذا الغرض وفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها. تتمثل مجالات تطبيق الوصاية الإدارية فيما يلي:

  1. الأشخاص القاصرين: يمكن أن تمارس الوصاية الإدارية على الأشخاص القاصرين (الذين لم يبلغوا سن الرشد) الذين يحتاجون إلى إشراف وحماية إضافية نظراً لعدم قدرتهم على اتخاذ قرارات مستقلة.
  2. ذوي الإعاقة: تستخدم الوصاية الإدارية لحماية حقوق ومصالح الأشخاص ذوي الإعاقة الذين قد يحتاجون إلى دعم وإشراف نظراً لتحدياتهم الخاصة.
  3. الأفراد الغير قادرين على التصرف: يشمل ذلك الأفراد الذين يعانون من قصور عقلي أو صحي يمنعهم من اتخاذ قرارات التصرف بشكل صحيح.
  4. المؤسسات والمنظمات: في بعض الحالات، يمكن أن تمارس الوصاية الإدارية على المؤسسات والمنظمات التي تكون في حاجة إلى إشراف إداري بسبب ظروف خاصة تؤثر على أدائها.

تعتبر الوصاية الإدارية وسيلة للحفاظ على حقوق ومصالح الأفراد والمؤسسات الذين يعانون من ضعف أو عجز، وتضمن توجيههم ورعايتهم بطريقة تسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والتنمية المستدامة.

مفهوم وأسس الوصاية الإدارية

الوصاية الإدارية هي ترتيب قانوني يتيح لجهة أو هيئة إدارية مختصة الاستعانة بصلاحيات محددة للإشراف والتدخل في شؤون أفراد أو مؤسسات غير قادرة على التصرف بشكل ذاتي نتيجة لظروف خاصة. تهدف هذه الآلية إلى توفير الحماية والرعاية للأفراد أو المؤسسات المعنية، وضمان تحقيق النفع الأمثل لهم وللمصلحة العامة.

أسس الوصاية الإدارية: تقوم أسس الوصاية الإدارية على مجموعة من المبادئ والقيم التي تضمن تطبيقها بشكل عادل وفعال. إليك بعض أهم هذه الأسس:

  1. الحماية والرعاية: تتضمن الوصاية الإدارية الالتزام بحماية حقوق الأفراد أو المؤسسات المعنية، وتوفير الرعاية اللازمة لهم لضمان سلامتهم ومصالحهم.
  2. الشفافية: يجب أن تتم ممارسة الوصاية بشكل شفاف، مع توضيح الأهداف والقرارات المتخذة والأسباب التي تدعمها، لضمان وضوح العمليات والتجنب من أي انحياز أو تعسف.
  3. المصلحة العامة: تكمن أساسية الوصاية الإدارية في تحقيق التوازن بين مصلحة الأفراد أو المؤسسات وبين المصلحة العامة، حيث يجب أن تكون الإجراءات المتخذة تُحقق النفع للجميع دون المساس بالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
  4. العدالة: يجب أن يتم ممارسة الوصاية بناءً على مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص، مع ضمان أن يتم معاملة الأفراد أو المؤسسات المعنية بنفس القيمة والاحترام.
  5. الحقوق الفردية: ينبغي أن يحترم الوصي حقوق الأفراد أو المؤسسات المعنية، وعدم التدخل في حياتهم الخاصة بأمور لا تتعلق بالوصاية المُفروضة.
  6. التشاور: يمكن أن يتضمن تطبيق الوصاية الإدارية التشاور مع الأفراد المعنيين أو ممثليهم، للوصول إلى قرارات منصفة وتلبي احتياجاتهم بشكل أفضل.

إن مراعاة هذه الأسس تسهم في تحقيق توازن بين الحماية والإشراف، وتضمن تطبيق الوصاية الإدارية بطريقة تعكس المبادئ القانونية والأخلاقية.

خصائص الوصاية الإدارية

الوصاية الإدارية تتميز بعدة خصائص تميزها عن الآليات الأخرى في الإطار القانوني والإداري. إليك بعض الخصائص الرئيسية للوصاية الإدارية:

  1. الحماية والرعاية: تُعَدّ الحماية والرعاية للأفراد أو المؤسسات الموكلة بالوصاية أحد أبرز خصائصها. تهدف الوصاية إلى ضمان سلامتهم وحقوقهم وتوفير الدعم اللازم لهم للتخفيف من الضغوط والتحديات التي قد يواجهونها نتيجة لظروفهم الخاصة.
  2. الإشراف والتوجيه: تتضمن الوصاية الإدارية الإشراف والتوجيه الفعّال للأفراد أو المؤسسات المعنيين. يتضمن ذلك مراقبة أدائهم وتوجيههم نحو اتخاذ القرارات الصحيحة والملائمة.
  3. القرار الإداري : يحق للجهة أو الهيئة الوصية اتخاذ قرارات تخص الأفراد أو المؤسسات المشمولة بالوصاية. تشمل هذه القرارات مجموعة من المسائل مثل الأمور المالية، والصحية، والتعليمية، والقانونية، بما يحقق مصلحتهم ومصلحة المجتمع.
  4. التصرف في الممتلكات: في بعض الحالات، يُمنح الوصي سلطة التصرف في الممتلكات أو الأموال التي تخص الأفراد أو المؤسسات الموكلة له. هذا التصرف يتم بطرق تهدف إلى تحقيق النفع الأمثل للمعنيين.
  5. المراجعة القانونية: تتضمن الوصاية الإدارية عادةً إجراءات مراجعة قانونية دورية للحالة أو المؤسسة الموكلة، للتحقق من تطور الظروف والضمانات اللازمة لحماية مصالح المعنيين.
  6. توفير الإرشاد والدعم: يمكن أن تتضمن الوصاية الإدارية تقديم الإرشاد والدعم اللازم للأفراد أو المؤسسات المشمولة بها، سواءً من خلال تقديم المشورة أو توجيههم نحو الخيارات المناسبة.
  7. الحفاظ على الحقوق الفردية: يجب أن تمارس الوصاية الإدارية وفقاً لمبادئ الحفاظ على حقوق الأفراد المعنيين، وعدم التدخل في حقوقهم الشخصية أو القرارات التي يمكن أن يتخذوها بشأن حياتهم.
  8. التوازن بين المصلحة العامة والخاصة: تسعى الوصاية الإدارية إلى تحقيق التوازن بين مصلحة الأفراد أو المؤسسات المعنيين وبين المصلحة العامة، بحيث تسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي و التنمية المستدامة .

باختصار، الوصاية الإدارية تمثل آلية قانونية وإدارية تُستخدم للحماية والرعاية والإشراف على الأفراد أو المؤسسات الذين يكونون في حاجة إليها، بما يحقق التوازن بين الحقوق الفردية والمصلحة العامة.

الوصاية الإدارية: من أين جاءت ولماذا هي مهمة؟

الوصاية الإدارية هي آلية تنظيمية قانونية تستخدم في الإطار الإداري لضمان حماية وإشراف فعّال على الأفراد أو المؤسسات الذين يحتاجون إلى دعم ورعاية نتيجة لظروف خاصة تحول دون قدرتهم على التصرف بشكل كامل. تمتاز الوصاية الإدارية بكونها آلية تسهم في تحقيق توازن بين مصلحة المجتمع وحماية حقوق ومصالح الأفراد أو المؤسسات المعنيين.

هذه الآلية تأتي كجزء من النظام القانوني والإداري لضمان استقرار المجتمع وحماية المعوقين أو الأفراد الذين لا يستطيعون التصرف بشكل مستقل نتيجة لقصور عقلي أو جسدي أو ظروف اجتماعية معينة. يأتي دور الوصاية الإدارية في تقديم الدعم والإشراف والتوجيه لهؤلاء الأفراد أو المؤسسات من أجل ضمان حياتهم بشكل ملائم وتحقيق أقصى استفادة لهم وللمجتمع ككل.

إن أهمية الوصاية الإدارية تتجلى في تحقيق التوازن بين الحفاظ على حقوق الأفراد والمؤسسات وبين تحقيق المصلحة العامة. تعتبر وسيلة للحماية والرعاية تكمن في توجيه الجهود نحو تحقيق مصلحة كل فرد ومجتمعه، وهذا يسهم في بناء بيئة تعزز من التضامن والتنمية المستدامة.

باختصار، فإن الوصاية الإدارية تأتي كآلية قانونية مهمة لتقديم الدعم والإشراف للأفراد والمؤسسات الذين يحتاجون إليها بسبب ظروف خاصة، وهذا يساهم في تحقيق التوازن بين حماية الحقوق الفردية وتحقيق المصلحة العامة.

حدود الوصاية الإدارية: ما يمكن وما لا يمكن

حدود الوصاية الإدارية تمثل الإطار القانوني والأخلاقي الذي يحدد نطاق وسلطات الوصاية وما يجوز وما لا يجوز للجهة الوصية القيام به بالنسبة للأفراد أو المؤسسات الموكلة لها. إليك نظرة عامة على ما يمكن وما لا يمكن في حدود الوصاية الإدارية:

ما يمكن:

  1. الإشراف والتوجيه: يمكن للجهة الوصية تقديم الإشراف والتوجيه للأفراد أو المؤسسات المعنيين، للمساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة وتحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات المتاحة.
  2. اتخاذ القرارات الإدارية: يمكن للجهة الوصية اتخاذ القرارات الإدارية التي تخص الأفراد أو المؤسسات، مثل القرارات المالية أو الصحية أو التعليمية، وذلك من أجل تحقيق المصلحة العامة والحفاظ على مصالح المعنيين.
  3. التصرف في الممتلكات: في بعض الحالات، يُمنح الوصي سلطة التصرف في الممتلكات أو الأموال التي تخص الأفراد أو المؤسسات المشمولة بالوصاية، وذلك وفقًا للقوانين والأنظمة المعمول بها.

ما لا يمكن:

  1. انتهاك حقوق الفرد: لا يجوز للوصي التدخل في حقوق الفرد المعني بشكل غير قانوني أو غير مشروع، ويجب أن تُحترم حقوقه الشخصية والقرارات التي يمكن أن يتخذها.
  2. التدخل في القرارات الشخصية: لا يجوز للجهة الوصية التدخل في القرارات الشخصية للأفراد المشمولين بالوصاية، مثل القرارات الدينية أو الاختيارات الشخصية التي لا تتعلق بموضوع الوصاية.
  3. التعسف والاستغلال: يجب أن يتم تمارس الوصاية بنزاهة وعدالة، ولا يجوز استغلال السلطة الوصية لتحقيق مصالح شخصية أو تحقيق أهداف غير مشروعة.
  4. التجاوز عن الصلاحيات: يجب على الجهة الوصية الالتزام بالصلاحيات والسلطات الممنوحة لها وعدم التجاوز عنها، وذلك لضمان عدم الإخلال بحقوق المعنيين والمصلحة العامة.

باختصار، حدود الوصاية الإدارية تُحدد الإطار الذي يجب أن تتحرك فيه الجهة الوصية والسلطات التي يمكنها ممارستها، مع الالتزام بمبادئ العدالة وحقوق الأفراد أو المؤسسات المعنيين.

الاختلاف بين الوصاية الإدارية وأشكال الوصاية الأخرى

الجوانب الوصاية الإدارية أشكال الوصاية الأخرى
المفهوم والغرض آلية قانونية توفير الحماية والإشراف للأفراد أو المؤسسات بسبب ظروف خاصة آليات توفير الحماية والدعم للأفراد غير قادرين على التصرف بشكل ذاتي
وتحقيق التوازن بين مصلحتهم وبين المصلحة العامة. بسبب العجز أو القصور.
المصلحة العامة تسعى لتحقيق المصلحة العامة وحماية المجتمع من خلال الحفاظ على استقراره. تسعى أيضًا لتحقيق المصلحة العامة، لكن من خلال توفير الحماية للأفراد بصورة عامة.
السلطة والصلاحيات تمنح سلطات للجهة الوصية لاتخاذ القرارات والإشراف على الأمور المعنية. تتفاوت الصلاحيات حسب نوع الوصاية، مما يمكن أن يشمل القرارات المالية والقانونية والصحية والتعليمية.
التدخل في الحقوق والقرارات الفردية يجب أن يتم احترام حقوق الأفراد وعدم التدخل في قراراتهم الشخصية. يمكن أن تتضمن تدخلات في القرارات الشخصية وفقًا لنوع الوصاية، مثل الوصاية القضائية للأحداث.
المراجعة القانونية يمكن أن تخضع لمراجعة قانونية لضمان تطبيقها بموجب القوانين والأنظمة. قد تتضمن بعض أشكال الوصاية مراجعات قانونية دورية، لكن ليست دائمًا مثل حالة الوصاية الأبوية.
الأمور المشمولة بالوصاية تشمل الأفراد غير القادرين على التصرف بشكل كامل نتيجة ظروف خاصة. تشمل مجموعة متنوعة من الأفراد بما في ذلك الأطفال، وذوي الإعاقة، والمسنين، والمرضى العقليين، والمتوفين
محدثين.
الهدف من الوصاية تحقيق التوازن بين حماية الحقوق الفردية وتحقيق المصلحة العامة. تحقيق الحماية وتوفير الدعم والرعاية للأفراد المعنيين بحيث يكون لديهم فرصة أفضل للمشاركة في المجتمع.
السياق القانوني تختلف اللوائح والقوانين حسب البلد والنظام القانوني. تشمل قوانين ولوائح مختلفة تبعًا للسياق الثقافي والقانوني للبلد.

هذا الجدول يلخص الاختلافات بين الوصاية الإدارية وأشكال الوصاية الأخرى، مسلطًا الضوء على الجوانب المختلفة والمشتركة بينهما. يجب مراعاة أن هذه الاختلافات تعتمد على السياق القانوني والثقافي لكل بلد ونظام.

بالإضافة إلى وصاية الإدارية، هناك أشكال أخرى من الوصاية التي تستخدم في سياقات مختلفة وتستهدف فئات مختلفة من الأفراد. إليك بعض الأمثلة على أشكال الوصاية الأخرى:

  1. الوصاية القضائية: تُستخدم في القضاء للتحكم في أمور شخصية للأشخاص الذين لا يستطيعون التصرف بشكل كامل، مثل الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة العقلية.
  2. الوصاية الاقتصادية: تتمحور حول إدارة الممتلكات والأموال للأشخاص الذين لا يمكنهم القيام بذلك بشكل مستقل، سواء لأسباب صحية أو عقلية.
  3. الوصاية الشرعية: تستند إلى القوانين الدينية وتُستخدم للتصرف في أمور الأفراد، مثل الأطفال، وفقًا للشريعة الإسلامية أو قوانين الديانات الأخرى.
  4. الوصاية الأبوية: تشمل الرعاية والتوجيه للأطفال من قبل والديهم أو شخص بمثابة والديهم، بهدف ضمان تنميتهم الصحية والنفسية.
  5. الوصاية الاجتماعية: تستخدم للحماية والرعاية للأشخاص الذين يعانون من ظروف اجتماعية صعبة، مثل الأطفال الذين يعيشون في الشوارع أو الأشخاص الذين يعانون من الفقر.
  6. الوصاية الصحية: تشمل القرارات المتعلقة بالرعاية الصحية للأفراد الذين لا يستطيعون اتخاذ هذه القرارات بشكل مستقل نتيجة لحالتهم الصحية.
  7. الوصاية الأكاديمية: تستخدم للقرارات المتعلقة بالتعليم والتدريب للأفراد الذين يحتاجون إلى دعم إضافي لتحقيق تطورهم الأكاديمي.

الوصاية الإدارية: دورها في حماية الأشخاص والممتلكات

تعتبر وصاية الإدارية آلية قانونية تلعب دورًا حيويًا في حماية الأشخاص والممتلكات في المجتمع. من خلال هذه الآلية، يتم توفير الحماية والرعاية للأفراد والمؤسسات التي قد تواجه صعوبة في التصرف بشكل ذاتي نتيجة لظروف خاصة. تتيح الوصاية الإدارية للجهات الإدارية المختصة الاستشارة والتدخل في الأمور التي تتعلق بالأفراد أو الممتلكات التي تخضع للوصاية.

يتضمن دور وصاية الإدارية الإشراف على الأمور المعنية وتوجيهها بما يحقق مصلحة المعنيين والمجتمع. يمكن أن تشمل هذه الأمور تنظيم القرارات المالية والقانونية والصحية والتعليمية للأفراد أو المؤسسات التي تحت الوصاية. بفضل هذا الإشراف، يتم ضمان أن تتخذ القرارات بناءً على أسس ملائمة تحقق التوازن بين حقوق المعنيين والمصلحة العامة.

علاوة على ذلك، تمكن الوصاية الإدارية من التدخل في التصرف في الممتلكات والأموال التي تخص الأفراد أو المؤسسات المشمولة بالوصاية. هذا يأتي بهدف ضمان أن يتم التصرف في هذه الممتلكات بطرق تحقق النفع الأمثل للمعنيين وتحقيق المصلحة العامة.

بالإضافة إلى ذلك، توفر وصاية الإدارية الحماية من التجاوزات والاستغلال، حيث يتم مراقبة الأمور بشكل منتظم لضمان تطبيق القوانين والأنظمة بشكل سليم. هذا يساهم في حماية الأفراد والممتلكات من أي أضرار قد تحدث نتيجة للإهمال أو التصرف غير المناسب.

باختصار، تلعب الوصاية الإدارية دورًا حاسمًا في حماية الأشخاص والممتلكات عن طريق توفير الحماية والإشراف والتوجيه للأفراد والمؤسسات التي تحتاج إلى الدعم والرعاية نتيجة لظروف خاصة. تمكنها هذه الآلية من تحقيق التوازن بين حقوق المعنيين والمصلحة العامة وضمان استخدام الممتلكات بطرق تحقق النفع الأمثل.

التحديات والمشكلات الرئيسية في تطبيق الوصاية الإدارية

تطبيق وصاية الإدارية قد يواجه تحديات ومشكلات متنوعة نتيجة للعوامل المختلفة التي تؤثر على هذه العملية. إليك بعض التحديات الرئيسية في تطبيق الوصاية الإدارية:

  1. تحقيق التوازن بين الحقوق والمصلحة العامة: من أبرز التحديات هو تحقيق التوازن بين حماية حقوق الأفراد المشمولين بالوصاية وبين تحقيق المصلحة العامة، حيث يمكن أن تكون هناك صراعات بين الجوانب المختلفة.
  2. التحفظ والتدخل الزائد: في بعض الحالات، يمكن أن يحدث تدخل زائد من الجهات الإدارية المختصة، مما يمكن أن يؤثر على حقوق الأفراد ويقيّد حريتهم في اتخاذ القرارات الشخصية.
  3. التحديات القانونية والتشريعية: القوانين واللوائح التي تحكم الوصاية الإدارية قد تكون غير واضحة أو تحتاج إلى تحديث، مما يمكن أن يؤدي إلى تفسيرات مختلفة وصعوبات في التطبيق.
  4. نقص الموارد والتمويل: يمكن أن يكون هناك نقص في الموارد المالية والبشرية المخصصة لتنفيذ الوصاية الإدارية بشكل فعال، مما يمكن أن يقيّد القدرة على تقديم الدعم والرعاية الملائمة.
  5. التحديات الثقافية والاجتماعية: تختلف الثقافات والمجتمعات في نظرتها إلى الوصاية والتدخل الإداري في شؤون الأفراد. قد يكون هناك تحدي في التواصل وفهم الاحتياجات والتطلعات المختلفة.
  6. التحقق والمتابعة الدورية: يتطلب تطبيق الوصاية الإدارية تحققًا ومتابعة دورية لضمان أن القرارات المتخذة تحقق المصلحة العامة وحماية حقوق المعنيين. هذا يمكن أن يكون تحديًا نظرًا للإجراءات والجهود المطلوبة.
  7. تطبيق غير متساوٍ: في بعض الحالات، قد يكون هناك تحدي في توزيع وتطبيق الوصاية الإدارية بشكل متساوٍ بين الفئات المختلفة من المعنيين، مما يمكن أن يؤثر على المساواة والعدالة.
  8. حفظ الخصوصية والحقوق الشخصية: من التحديات الهامة هو ضمان حفظ الخصوصية واحترام الحقوق الشخصية للأفراد المشمولين بالوصاية، دون التدخل في قراراتهم الشخصية.

بصورة عامة، تتطلب تطبيق الوصاية الإدارية التوازن بين تحقيق المصلحة العامة وحماية حقوق المعنيين، وهو يعتمد على تحسين القوانين والسياسات المتعلقة بها وتوفير الموارد الكافية لتحقيق أهدافها بشكل فعال.

الفرق بين الرقابة الرئاسية و الوصاية الإدارية

الرقابة الرئاسية والوصاية الإدارية هما مصطلحان قد يبدوان متشابهين إلى حد ما، ولكنهما يشيران إلى مفاهيم مختلفة في السياق الإداري والحكومي. إليك الفرق بينهما:

الرقابة الرئاسية: الرقابة الرئاسية هي آلية لمراقبة ومراجعة أداء الجهات الحكومية والمؤسسات من قِبَل رئيس الدولة أو الحكومة. هذه الرقابة تهدف إلى ضمان تنفيذ السياسات والقرارات بشكل صحيح وفعال وفقًا للأهداف المحددة. تشمل مهام الرقابة الرئاسية التقييم والمتابعة والتدقيق للتأكد من أن المؤسسات الحكومية تعمل وفقًا للمعايير والمبادئ المحددة.

الوصاية الإدارية: الوصاية الإدارية هي آلية تنظيمية تُستخدم في الإطار الإداري لحماية وإشراف على الأفراد أو المؤسسات الذين يحتاجون إلى دعم ورعاية بسبب ظروف خاصة. تشمل هذه الوصاية توجيه القرارات والإشراف على الممتلكات وتقديم الدعم للأفراد المشمولين بها. تهدف وصاية الإدارية إلى تحقيق توازن بين حماية حقوق المعنيين وتحقيق المصلحة العامة.

الفرق بينهما: الفرق الرئيسي بين الرقابة الرئاسية و وصاية الإدارية هو في الطبيعة والهدف من كل منهما. الرقابة الرئاسية ترتكز على مراقبة أداء المؤسسات الحكومية وضمان تنفيذ السياسات بشكل صحيح وفقًا للمعايير والمبادئ المحددة. بينما ترتكز الوصاية الإدارية على توفير الحماية والدعم والإشراف للأفراد أو المؤسسات التي تحتاج إليها بسبب ظروف خاصة.

بصورة عامة، الرقابة الرئاسية ترتكز على المراقبة الشاملة للحكومة ومؤسساتها، بينما الوصاية الإدارية ترتكز على توفير الدعم والحماية للأفراد أو المؤسسات الذين يحتاجون إليها.

تعريف الوصاية الإدارية و خصائصها و حدودها في القانون