بحث حول تنازع الاختصاص في القضاء الإداري , في ظل التطورات التي شهدتها الدولة الحديثة، وزيادة تدخلها في مختلف مجالات الحياة، نشأ القضاء الإداري كقضاء خاص بنظر المنازعات الإدارية. ونظرًا لطبيعة هذه المنازعات، فقد نشأت مشكلة تنازع الاختصاص بين القضاء الإداري والقضاء العادي، وهو موضوع هذا المقال.

تنازع الاختصاص في القضاء الإداري

تعريف تنازع الاختصاص في القضاء الإداري

يُعرف تنازع الاختصاص في القضاء الإداري بأنه حالة يدعي فيها طرفان أو أكثر أن كلاهما مختص بنظر قضية معينة. وينشأ هذا النزاع بسبب وجود نوعين من القضاء في الدولة، هما القضاء الإداري والقضاء العادي، لكل منهما اختصاصاته الخاصة.

أهمية موضوع تنازع الاختصاص في القضاء الإداري

يعد موضوع تنازع الاختصاص في القضاء الإداري من الموضوعات المهمة في القانون الإداري، حيث يؤثر على حقوق وحريات الأفراد والأشخاص الاعتبارية العامة. لذلك، فإن دراسة هذا الموضوع من أهمية بالغة للباحثين والممارسين القانونيين.

يعد تنازع الاختصاص في القضاء الإداري من المشكلات القانونية التي تواجه الدول التي تأخذ بنظام القضاء المزدوج. ونظرًا لأهمية هذا الموضوع، فقد تم وضع العديد من الإجراءات القانونية بهدف حله.

أسباب تنازع الاختصاص في القضاء الإداري

أسباب تنازع الاختصاص في القضاء الإداري

يمكن أن تنشأ أسباب تنازع الاختصاص في القضاء الإداري من عدة عوامل، منها:

أولاً: عدم وضوح معايير توزيع الاختصاص بين القضاءين الإداري والعادي

ينشأ تنازع الاختصاص في القضاء الإداري بشكل أساسي بسبب عدم وضوح معايير توزيع الاختصاص بين القضاءين الإداري والعادي. ففي بعض الحالات، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت المنازعة المطروحة من اختصاص القضاء الإداري أو القضاء العادي.

ثانيًا: وجود حالات تداخل بين الاختصاصات القضائية للقضاءين

يمكن أن ينشأ تنازع الاختصاص في القضاء الإداري أيضًا بسبب وجود حالات تداخل بين الاختصاصات القضائية للقضاءين. ففي بعض الحالات، قد تكون المنازعة المطروحة من اختصاص كلا القضاءين.

ثالثًا: عدم دقة التقسيم بين المنازعات الإدارية والمنازعات العادية

ينشأ تنازع الاختصاص في القضاء الإداري أيضًا بسبب عدم دقة التقسيم بين المنازعات الإدارية والمنازعات العادية. ففي بعض الحالات، قد يصعب تحديد ما إذا كانت المنازعة المطروحة من نوع المنازعات الإدارية أو المنازعات العادية.

خاتمة

تعد هذه الأسباب من أهم أسباب تنازع الاختصاص في القضاء الإداري. وقد حاولت الدول التي تأخذ بنظام القضاء المزدوج وضع قواعد قانونية بهدف الحد من هذه الأسباب وحل تنازع الاختصاص في القضاء الإداري.

أنواع تنازع الاختصاص في القضاء الإداري

يمكن تقسيم تنازع الاختصاص في القضاء الإداري إلى نوعين رئيسيين، هما:

تنازع الاختصاص السلبي

في تنازع الاختصاص السلبي، يدعي أحد طرفي المنازعة أن القضاء الإداري غير مختص بنظرها، بينما يدعي الطرف الآخر أن القضاء الإداري هو المختص. ويعتبر تنازع الاختصاص السلبي من أكثر أنواع تنازع الاختصاص شيوعًا.

تنازع الاختصاص الإيجابي

في تنازع الاختصاص الإيجابي، يدعي كلا طرفي المنازعة أن القضاء الإداري هو المختص بنظرها. ويعتبر تنازع الاختصاص الإيجابي من أنواع تنازع الاختصاص الأقل شيوعًا.

يعد تنازع الاختصاص في القضاء الإداري من المشكلات القانونية التي تواجه الدول التي تأخذ بنظام القضاء المزدوج. ونظرًا لأهمية هذا الموضوع، فقد تم تقسيم تنازع الاختصاص إلى نوعين رئيسيين، هما: تنازع الاختصاص السلبي، وتنازع الاختصاص الإيجابي.

إجراءات حل تنازع الاختصاص في القضاء الإداري

تختلف إجراءات حل تنازع الاختصاص في القضاء الإداري باختلاف النظام القانوني للدولة. ولكن بشكل عام، يمكن تقسيم هذه الإجراءات إلى نوعين، هما:

الإجراءات القضائية

في حالة تنازع الاختصاص بين القضاءين الإداري والعادي، يمكن للطرفين أو أحدهما تقديم طلب إلى المحكمة المختصة بنظر المنازعة، لتقرير اختصاصها أو عدم اختصاصها.

وعادة ما يكون الاختصاص بنظر تنازع الاختصاص من اختصاص المحكمة الإدارية العليا أو محكمة القضاء الإداري أو أي محكمة إدارية أخرى مختصة بنظر المنازعة.

وبعد نظر المحكمة في الطلب، تصدر قرارًا يحدد اختصاص القضاء الإداري أو القضاء العادي بنظر المنازعة.

الإجراءات الإدارية

في بعض الدول، قد يتم اللجوء إلى الإجراءات الإدارية لحل تنازع الاختصاص في القضاء الإداري. وعادة ما يتم ذلك من خلال إصدار قرار من السلطة الإدارية المختصة بتحديد الاختصاص بنظر المنازعة.

ويعتبر هذا الإجراء من الإجراءات السريعة والبسيطة، ولكنه قد يكون غير عادل في بعض الحالات.

تعد إجراءات حل تنازع الاختصاص في القضاء الإداري من أهم الوسائل التي تهدف إلى حماية حقوق وحريات الأفراد و الشخص الاعتباري . ونظرًا لأهمية هذا الموضوع، فقد تم وضع العديد من الإجراءات القانونية في مختلف الدول بهدف حل تنازع الاختصاص في القضاء الإداري.

القضاء الإداري وتنازع الاختصاص الدولي

يمكن أن ينشأ تنازع الاختصاص بين القضاء الإداري الوطني والقضاء الدولي في حالة المنازعات الإدارية ذات العنصر الأجنبي. ففي هذه الحالة، قد يدعي كلا القضاءين أنهما مختصان بنظر المنازعة.

أسباب تنازع الاختصاص الدولي في القضاء الإداري

يمكن أن تنشأ أسباب تنازع الاختصاص الدولي في القضاء الإداري من عدة عوامل، منها:

  • عدم وضوح قواعد الاختصاص الدولي للقضاء الإداري.
  • وجود حالات تداخل بين الاختصاصات القضائية للقضاءين الوطني والدولي.
  • عدم دقة التقسيم بين المنازعات الإدارية ذات العنصر الأجنبي والمنازعات الإدارية المحلية.

أنواع تنازع الاختصاص الدولي في القضاء الإداري

يمكن تقسيم تنازع الاختصاص الدولي في القضاء الإداري إلى نوعين رئيسيين، هما:

  • تنازع الاختصاص السلبي الدولي :وهو حالة يدعي فيها طرفان أو أكثر أن كلاهما غير مختص بنظر قضية معينة ذات عنصر أجنبي.
  • تنازع الاختصاص الإيجابي الدولي :وهو حالة يدعي فيها طرفان أو أكثر أن كلاهما مختص بنظر قضية معينة ذات عنصر أجنبي.

بعض الأمثلة على تنازع الاختصاص الدولي في القضاء الإداري

  • تنازع الاختصاص بين القضاء الإداري الوطني والقضاء الدولي في حالة المنازعات المتعلقة بحقوق الإنسان.
  • تنازع الاختصاص بين القضاء الإداري الوطني والقضاء الدولي في حالة المنازعات المتعلقة بالاستثمار الأجنبي.
  • تنازع الاختصاص بين القضاء الإداري الوطني والقضاء الدولي في حالة المنازعات المتعلقة بالتجارة الدولية.

يعد القضاء الإداري وتنازع الاختصاص الدولي من المواضيع المهمة في القانون الإداري. ونظرًا لأهمية هذا الموضوع، فقد تم إجراء العديد من الدراسات والأبحاث حوله.

تنازع الاختصاص في القضاء الإداري السعودي

يُعرف تنازع الاختصاص في القضاء الإداري السعودي بأنه حالة يدعي فيها طرفان أو أكثر أن كلاهما مختص بنظر قضية معينة. وينشأ هذا النزاع بسبب وجود نوعين من القضاء في المملكة العربية السعودية، هما القضاء الإداري والقضاء العام، لكل منهما اختصاصاته الخاصة.

تنص المادة (28) من نظام ديوان المظالم على أن: “إذا رفعت دعوى عن موضوع واحد أمام إحدى محاكم ديوان المظالم وأمام أي جهة أخرى تختص بالفصل في بعض المنازعات ولم تتخل إحداهما عن نظرها أو تخلتا كلتاهما، فيرفع طلب تعيين الجهة المختصة إلى لجنة الفصل في تنازع الاختصاص في المجلس الأعلى للقضاء، وتفصل اللجنة في الطلب خلال ثلاثين يوماً من تاريخ تقديمه”.

وتختص لجنة الفصل في تنازع الاختصاص في المجلس الأعلى للقضاء بنظر تنازع الاختصاص بين القضاء الإداري والقضاء العام، وذلك في حالة رفع دعوى عن موضوع واحد أمام محكمة من محاكم ديوان المظالم وأمام محكمة من محاكم القضاء العام ولم تتخل إحداهما عن نظرها أو تخلتا كلتاهما.

وتقوم اللجنة بنظر الطلب خلال ثلاثين يوماً من تاريخ تقديمه، وتصدر قرارها بتحديد الجهة المختصة بنظر الدعوى.

تنازع الاختصاص بين القضاء العادي والقضاء الإداري

المعيار القضاء العادي القضاء الإداري
الاختصاص يختص بالنظر في المنازعات التي تنشأ بين الأفراد أو بينهم وبين الدولة في حالة عدم توافر صفة المرفق العام يختص بالنظر في المنازعات التي تنشأ بين الأفراد والدولة أو بين الأفراد فيما بينهم في حالة توافر صفة المرفق العام
النظام القانوني يخضع للقانون المدني والتجاري والقانون الجنائي يخضع للقانون الإداري
الإجراءات تتبع الإجراءات العادية التي ينص عليها قانون المرافعات تتبع الإجراءات الإدارية التي ينص عليها قانون المرافعات أمام القضاء الإداري
الفصل في النزاع يصدر القضاء العادي حكمًا قضائيًا قابلاً للطعن أمام محكمة الاستئناف ثم محكمة التمييز يصدر القضاء الإداري حكمًا إداريًا قابلاً للطعن أمام محكمة الاستئناف الإدارية ثم محكمة التمييز الإدارية

ملاحظات

  • قد ينشأ تنازع اختصاص بين القضاء العادي والقضاء الإداري في حالة وجود حالات تداخل بين الاختصاصات القضائية للقضاءين.
  • تختلف إجراءات حل تنازع الاختصاص بين القضاء العادي والقضاء الإداري باختلاف النظام القانوني للدولة.

أمثلة على المنازعات التي تختص بها كل جهة

الجهة المختصة المثال
القضاء العادي دعوى تعويض حوادث الطرق
القضاء الإداري دعوى الإلغاء للقرار الإداري
القضاء العادي دعوى صحة التعاقد بين شخصين
القضاء الإداري دعوى إبطال عقد إداري
القضاء العادي دعوى إثبات نسب
القضاء الإداري دعوى التعويض عن ضرر لحق بمصلحة عامة

خاتمة

يختص كل من القضاء العادي والقضاء الإداري بالنظر في نوع معين من المنازعات. وينشأ تنازع اختصاص بينهما في حالة وجود حالات تداخل بين الاختصاصات القضائية للقضاءين.

بحث حول تنازع الاختصاص في القضاء الإداري