تعريف المركزية الإدارية في القانون الإداري و  4 من أركانها , منذ القدم وحتى الوقت الحاضر، تظلُّ مفاهيم الإدارة والحكم أمورًا لا يمكن تجاوزها في بنية المجتمعات وسير تلك المجتمعات نحو التطور والتقدم. ومن أجل ضمان فعالية الإدارة وسلاسة سير العمليات الحكومية، تمتلك المفاهيم الإدارية العديد من الأسس والمبادئ التي تقوم عليها. ومن بين هذه المفاهيم، تبرز مفهوم “المركزية الإدارية” كأحد أهم وأساسيات المبادئ الإدارية، والتي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم وتنفيذ الأنشطة والقرارات الحكومية.

تعريف المركزية الإدارية في القانون الإداري

المركزية الإدارية في القانون الإداري تعبر عن مفهوم تنظيمي يتعلق بتوزيع السلطات والصلاحيات القرارية والتنفيذية داخل الجهاز الحكومي. تهدف هذه المركزية إلى تركيز السلطة والصلاحيات في مستوى مركزي واحد، سواء كان ذلك على مستوى الحكومة الوطنية أو الإدارات المركزية. يهدف المفهوم إلى تحقيق التوجيه والتنسيق الفعّال للأنشطة الحكومية والسياسات، مع التركيز على الاستفادة الأمثل من الموارد وضمان توازن العمل الإداري.

تُعد المركزية الإدارية جزءًا أساسيًا من تصميم النظام الإداري للدولة، وهي تؤثر في توجيه القرارات الاستراتيجية، وتوزيع الإمكانيات والموارد، وتنسيق الأنشطة المختلفة. تتجلى أهمية هذا المفهوم في تحقيق الفعالية والكفاءة في تنفيذ السياسات الحكومية، وتجنب تكرار الجهود والتباينات غير المبررة في القرارات والإجراءات.

إن فهم المركزية الإدارية يتطلب النظر في كيفية توجيه السلطة والصلاحيات، وكيفية تحقيق التوازن بين المستويات المختلفة داخل النظام الإداري، مع الأخذ في الاعتبار الظروف والاحتياجات المحلية والإقليمية.

أركان المركزية الإدارية وتأثيرها على البنية الإدارية.

أركان المركزية الإدارية:

  1. توزيع الصلاحيات والاختصاصات: المركزية تنطوي على تحديد الهيئات والمؤسسات التي تحمل الصلاحيات والاختصاصات القرارية والتنفيذية الرئيسية.
  2. التوجيه والتنسيق: تُعزز المركزية من قدرة الحكومة على توجيه وتنسيق السياسات والبرامج الحكومية من خلال التركيز في مستوى مركزي واحد.
  3. الاقتصاد في الجهد والموارد: من خلال توجيه الجهود والموارد نحو أهداف محددة، تمكّن المركزية من تحقيق استخدام أمثل للموارد المتاحة.
  4. الحفاظ على الوحدة الوطنية: تهدف المركزية إلى تعزيز الوحدة الوطنية من خلال توجيه السياسات والموارد بشكل يضمن التوازن بين مختلف المناطق.

تأثير أركان المركزية الإدارية على البنية الإدارية:

  1. تحديد هيكل السلطة: أركان المركزية تحدد كيفية توزيع السلطة والصلاحيات داخل الجهاز الحكومي، مما يؤثر على تشكيل الهيكل التنظيمي وتحديد مستويات القرار.
  2. توجيه القرارات والسياسات: بتركيز السلطة والصلاحيات في مستوى مركزي، يصبح لدى الحكومة القدرة على توجيه وتوجيه القرارات والسياسات الرئيسية.
  3. تحقيق التنسيق والتكامل: تمكّن المركزية من تحقيق التنسيق والتكامل بين الأنشطة والقطاعات المختلفة، مما يقلل من التشتت ويزيد من الفعالية.
  4. تحقيق الاقتصاد في الجهد والوقت: عند توجيه الجهود والموارد نحو أهداف محددة، يمكن تحقيق اقتصاد في الجهد والوقت، وتجنب الجهد الزائد والتكرار.
  5. تعزيز الفعالية والكفاءة: تساعد المركزية على تحقيق الفعالية والكفاءة من خلال توجيه الأنشطة نحو أهداف محددة وتحقيق تنسيق أفضل.
  6. تحقيق التوجيه الاستراتيجي: المركزية تمكّن من تحقيق توجيه استراتيجي متكامل يتماشى مع أهداف الحكومة وتوجهاتها.

باختصار، أركان المركزية الإدارية تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل البنية الإدارية وتوجيهها. تؤثر في تحديد السلطات والصلاحيات وتحقيق التوجيه والتنسيق والاقتصاد، مما ينعكس إيجابيًا على فعالية النظام الإداري وأداء الحكومة بشكل عام.

كيف تؤثر المركزية الإدارية على فعالية القرارات الحكومية؟.

المركزية الإدارية تلعب دورًا حاسمًا في تحسين فعالية القرارات الحكومية وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المحددة. إليك كيفية تأثير المركزية الإدارية على فعالية القرارات الحكومية:

  1. توجيه أفضل: بتركيز السلطة والصلاحيات في مستوى مركزي واحد، يمكن للحكومة توجيه القرارات بشكل أكثر تنسيقًا وتوجيهًا نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
  2. تحقيق التنسيق: المركزية تساعد في تنسيق القرارات المتعلقة بمختلف القطاعات والأنشطة، مما يقلل من التداخلات والتعارضات بين القرارات.
  3. ضمان الاتساق: تؤمن المركزية بضمان اتساق القرار الإداري مع السياسات العامة والاستراتيجيات المحددة من قبل الحكومة.
  4. توجيه الموارد بشكل فعّال: من خلال التوجيه المركزي، يمكن تحقيق تخصيص الموارد بشكل أكثر فعالية وترتيب الأولويات بناءً على أهداف الحكومة.
  5. تفادي الانفرادية والتشتت: المركزية تمنع اتخاذ القرارات الانفرادية وتشتت الجهود، مما يضمن توجيه الجهود نحو أهداف مشتركة ومحددة.
  6. تجنب التكرار: المركزية تساهم في تجنب تكرار القرارات والجهود غير المجدية، مما يسهم في ترشيد الإجراءات واستخدام الموارد بشكل أفضل.
  7. تحقيق التوازن بين المصالح: تساعد المركزية في تحقيق التوازن بين مختلف المصالح والقطاعات، مما يضمن عدالة توزيع القرارات والفرص.
  8. تقليل التأخير: من خلال تركيز السلطة، يمكن الحد من التأخير في اتخاذ القرارات وتنفيذها، حيث يكون لدى المستوى المركزي القدرة على اتخاذ القرارات بسرعة.

بشكل عام، يمكن القول إن المركزية الإدارية تزيد من تنظيمية القرارات الحكومية وترشد عمليات اتخاذها بشكل متسق ومنسق، مما يسهم في تحقيق أهداف الحكومة بفعالية وكفاءة أكبر.

الفوارق بين المركزية واللامركزية في إطار القانون الإداري.

المقارنة بين المركزية الإدارية واللامركزية في إطار القانون الإداري تكشف عن فروقات هامة تتعلق بتوزيع السلطة والصلاحيات داخل الهياكل الحكومية.

المركزية الإدارية:

  1. توزيع السلطة: المركزية تتضمن تجميع السلطات والصلاحيات في مستوى مركزي واحد، مما يتيح توجيه وتنسيق القرارات والأنشطة بشكل أقوى.
  2. التوجيه الاستراتيجي: تساعد المركزية على توجيه السياسات والبرامج بشكل أكثر توجهاً وتنسيقًا من خلال التركيز على مستوى مركزي واحد.
  3. التنسيق والاقتصاد: تحقق المركزية تنسيقًا أفضل بين الأنشطة وتسهم في الاقتصاد في الجهد والموارد من خلال تجنب التكرار وتوجيه الجهود نحو أهداف مشتركة.
  4. الموارد والأولويات: تتيح المركزية توجيه الموارد بشكل فعّال نحو الأولويات الوطنية وضمان استخدامها بشكل أمثل.

اللامركزية:

  1. توزيع متفرق للسلطة: اللامركزية تنطوي على توزيع السلطات والصلاحيات بين مستويات مختلفة، مما يجعل القرارات تؤخذ على مستوى محلي وإقليمي أيضًا.
  2. التوجيه المحلي: تمكن اللامركزية الجهات المحلية والإقليمية من توجيه السياسات واتخاذ القرارات التي تلبي احتياجاتهم المحلية.
  3. المرونة والتكيف: تمكن اللامركزية من التكيف مع اختلافات المناطق والمجتمعات، حيث يمكن تعديل السياسات لتناسب الظروف المحلية.
  4. التنوع والتنمية المحلية: تشجع اللامركزية على تنويع الأنشطة وتعزيز التنمية المحلية من خلال توجيه القرارات والاستثمار.

إجمالًا: المفهومين، المركزية الإدارية واللامركزية، يتميزان بأوجه مختلفة تخص توزيع السلطة والصلاحيات وتوجيه القرارات. بينما تركز المركزية على التنسيق والتوجيه من مستوى مركزي، تتيح اللامركزية توجيه القرارات وفقًا لاحتياجات المستويات المحلية والإقليمية.

مزايا وعيوب المركزية الإدارية في النظام الحكومي.

المركزية الإدارية هي نمط منظمي في النظام الحكومي يتميز بتجميع السلطات والصلاحيات في مستوى مركزي واحد. تتضمن هذه المركزية تركيز القرارات والصلاحيات في الحكومة المركزية أو الجهاز الإداري الوطني، مما يتيح لها تحقيق التوجيه والتنسيق الفعّال للسياسات والأنشطة الحكومية. من المزايا التي تترتب على المركزية الإدارية:

تمكين التوجيه الفعّال: يُمكن من خلال التركيز السلطة والصلاحيات في مستوى مركزي للحكومة تحقيق توجيه أكثر تنسيقًا وتوجيهًا للسياسات والأنشطة الحكومية. هذا يمكن أن يؤدي إلى تحقيق أهداف واضحة ومحددة بشكل أفضل.

تحقيق التنسيق: المركزية الإدارية تساهم في تحقيق تنسيق أفضل بين مختلف القطاعات والأنشطة، مما يقلل من التداخلات غير المرغوب فيها ويحسن من استخدام الموارد بشكل أفضل.

ضمان الاتساق: تساهم المركزية في ضمان أن القرارات والسياسات تكون متسقة ومتوافقة مع الأهداف العامة للحكومة. هذا يقلل من التباينات غير المبررة في السياسات والإجراءات.

تخصيص موارد فعّال: من خلال التركيز السلطة، يمكن توجيه الموارد بشكل أكثر فعالية نحو الأولويات الوطنية والمشاريع الحكومية المهمة. هذا يسهم في تحقيق تحسين في استفادة المجتمع من الخدمات والمشروعات الحكومية.

ومع ذلك، تأتي المركزية الإدارية مع مجموعة من العيوب أيضًا:

نقص التنوع والتخصيص: قد تؤدي المركزية إلى تجاوز احتياجات وتوقعات الجهات المحلية والإقليمية، مما يمكن أن يؤثر على التنوع والتنمية المحلية. هذا قد يتسبب في عدم مراعاة تفاوت الواقع المحلي واحتياجاته.

تأثير بيروقراطي: في بعض الحالات، قد يؤدي التركيز الزائد في مستوى مركزي إلى زيادة البيروقراطية وتعقيد إجراءات اتخاذ القرارات. قد تصبح القرارات أكثر تعقيدًا وتباعًا للإجراءات الإدارية.

انعدام المرونة: قد تكون المركزية غير قادرة على التكيف بشكل كافٍ مع التغيرات السريعة في البيئة السياسية والاقتصادية. هذا يمكن أن يجعل من الصعب التعامل مع المشكلات والفرص الجديدة بفعالية.

انعدام مشاركة المجتمع المحلي: قد تؤدي المركزية إلى إقصاء المجتمع المحلي وعدم مشاركته في اتخاذ القرارات المؤثرة على حياتهم. هذا يمكن أن يؤدي إلى عدم انعكاس تفضيلات واحتياجات المجتمع في القرارات الحكومية.

باختصار، تظهر المركزية الإدارية بمزاياها وعيوبها في النظام الحكومي، ويجب مراعاة هذه الجوانب عند تصميم هياكل إدارية تتناسب مع الظروف والأهداف المحددة للحكومة.

تاريخ المركزية الإدارية

المفهوم العام للمركزية الإدارية قد نشأ منذ العصور القديمة وقد تطور على مر الزمن بتطور الهياكل الحكومية والمؤسسات الإدارية. لكن إذا كان يتعلق بتطور المفهوم والتطبيقات الحديثة للمركزية الإدارية، فإن ذلك يمكن تتبعه في العصور الحديثة وحتى الوقت الحاضر.

تأثرت المركزية الإدارية بتطور الدول والمجتمعات وظروف العصور المختلفة. في العصور الوسطى، على سبيل المثال، كانت السلطة مركزية لدى الحكام والملوك، وكانت الإدارة متمركزة حول الهياكل الملكية والقصور. مع تطور القانون والسياسات، بدأت الدول الحديثة في بناء هياكل إدارية مركزية أكثر تنظيمًا خلال العصور الحديثة.

خلال العصور الحديثة، مع تطور الفكر الإداري والعلم السياسي، تم تطوير النظريات والمفاهيم المتعلقة بالمركزية الإدارية. في القرن التاسع عشر، على سبيل المثال، بدأت الدول تعتمد هياكل إدارية مركزية تسهم في تنظيم الإدارة العامة وتحسين توجيه السياسات والبرامج.

مع تطور القرن العشرين وظهور الدول الحديثة والمجتمعات المعقدة، أصبح لدى المفاهيم الحديثة للمركزية الإدارية تأثير كبير على هياكل الحكومة والإدارة. تم تطوير الأساليب والنهج الإداري لتحقيق توجيه أفضل للسياسات وتحسين تنسيق الأنشطة الحكومية.

التطور المستمر في مجال التكنولوجيا والعولمة أثر أيضًا على المفهوم والتطبيقات الحديثة للمركزية الإدارية، حيث أصبح من الممكن توجيه القرارات والأنشطة بشكل أكثر فعالية وتنسيقًا عبر الحدود الوطنية.

باختصار، تطورت المفاهيم والتطبيقات المتعلقة بالمركزية الإدارية على مر العصور، واستمرت في التطور مع تغيرات البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

المركزية الإدارية وحماية حقوق الأقليات: تحقيق التوازن بين الاحتياجات المحلية والوطنية.

المركزية الإدارية وحماية حقوق الأقليات تشكل تحديًا هامًا في تصميم وتنفيذ السياسات الحكومية. تأتي حماية حقوق الأقليات ضمن إطار الحفاظ على التنوع والتعددية في المجتمعات، بينما تهدف المركزية الإدارية إلى تحقيق توجيه وتنسيق فعّال للسياسات والأنشطة الحكومية. لذا، تحقيق التوازن بين الاحتياجات المحلية والوطنية يعد أمرًا مهمًا لضمان تلبية حقوق الأقليات والمحافظة على الاستقرار الوطني.

من جهة، المركزية الإدارية يمكن أن تكون فعالة في تحقيق حماية حقوق الأقليات من خلال:

  • توجيه السياسات: المركزية تمكن الحكومة من توجيه السياسات والإجراءات بشكل يضمن تضمين حقوق الأقليات وتحقيق توازن بينها وبين الاحتياجات الوطنية.
  • التوجيه الاستراتيجي: من خلال تحقيق توجيه استراتيجي مركزي، يمكن توجيه السياسات نحو تعزيز التعايش وحقوق الأقليات.
  • المراقبة والرصد: المركزية تمكن من مراقبة تنفيذ السياسات والمشاريع المتعلقة بحماية حقوق الأقليات وتقييمها بشكل أفضل.

من جهة أخرى، يجب أن تأخذ المركزية الإدارية في الاعتبار احتياجات الأقليات المحلية من خلال:

  • اللامركزية المحدودة: تحقيق توازن بين التوجيه المركزي والسماح ببعض اللامركزية لتلبية احتياجات الأقليات المحلية.
  • المشاركة الشاملة: ضمان مشاركة الأقليات في عملية صياغة السياسات واتخاذ القرارات المتعلقة بها.
  • التخصيص الميسر: ضمان تخصيص الموارد بشكل ميسر لتلبية احتياجات الأقليات في مناطقها المحددة.
  • التعددية الثقافية: تعزيز التعددية الثقافية في النهج الإداري بحيث تكون حقوق الأقليات جزءًا أساسيًا من السياسات والبرامج.

باختصار، تحقيق التوازن بين المركزية الإدارية وحماية حقوق الأقليات يتطلب نهجًا متوازنًا يضمن توجيه السياسات الوطنية والاهتمام بالاحتياجات المحلية للأقليات. هذا يساعد على بناء مجتمع متعدد الثقافات يستفيد من التنوع في تحقيق التنمية المستدامة.

المركزية الإدارية ودورها في تحقيق استقرار النظام الإداري.

المركزية الإدارية تعتبر عنصرًا أساسيًا في تنظيم النظام الإداري للدول والحكومات. يُفهم المركزية كتجميع السلطة والصلاحيات في مستوى مركزي واحد، مما يُمكّن الحكومة من التحكم والتوجيه الفعال للقرارات والأنشطة. من الدور المهم للمركزية الإدارية في تحقيق استقرار النظام الإداري:

توجيه وتنسيق القرارات: المركزية تُمكّن الحكومة من توجيه السياسات والبرامج بشكل موحّد ومنسّق، مما يسهم في تجنب التضارب والتضارب في القرارات.

ضمان الاتساق: من خلال توجيه السلطة في مستوى مركزي، يتسنى للحكومة ضمان اتساق القرارات والسياسات مع أهدافها الرئيسية.

تخصيص الموارد: المركزية تمكن الحكومة من تخصيص الموارد بشكل فعّال وموزّع لتحقيق الأهداف الوطنية والاحتياجات العامة.

تحقيق التنسيق: تمكن المركزية من تحقيق تنسيق أفضل بين الجهات والوزارات المختلفة، مما يقلل من التداخلات غير الضرورية ويسهم في تحسين أداء الحكومة.

توجيه السياسات الوطنية: المركزية تسمح للحكومة بتوجيه السياسات والاستراتيجيات الوطنية بشكل أفضل، مما يساهم في تحقيق تطور مستدام واستقرار اقتصادي واجتماعي.

ومع ذلك، يجب أن يتم توازن المركزية الإدارية مع اللامركزية الملائمة، حيث تتيح اللامركزية المحدودة للمستويات المحلية التفاعل والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تلبي احتياجاتها المحلية. بشكل عام، تساهم المركزية الإدارية في توجيه الحكومة نحو تحقيق استقرار النظام الإداري وتحقيق أهدافها بشكل فعّال ومتناسق.

دراسة حالة المركزية الإدارية في الأنظمة الحكومية المختلفة.

إحدى الدراسات الممكنة حول المركزية الإدارية تشمل مقارنة بين نظم حكومية مختلفة وكيفية تطبيق المركزية فيها. لنلقي نظرة على ثلاثة أمثلة توضح تباين تطبيق المركزية في أنظمة حكومية مختلفة:

  1. المركزية الإدارية في النظام الحكومي الوحدوي:

في الولايات المتحدة الأمريكية، يُعتبر النظام الفدرالي نموذجًا للمركزية الإدارية الوسطى. تجمع الحكومة الفيدرالية بين السلطة والصلاحيات الوطنية مع السماح للولايات ببعض درجات الحكم الذاتي. هذا يُمكّن الحكومة الوطنية من توجيه السياسات والبرامج على المستوى الوطني، مثل السياسات الاقتصادية والدفاعية، بينما تتركز السلطات المحلية على قرارات تخص قضايا محددة مثل التعليم والصحة.

  1. المركزية الإدارية في النظام الحكومي المركزي:

على الجانب الآخر، يمثل النظام الحكومي المركزي في فرنسا مثالًا على المركزية الإدارية القوية. الحكومة الفرنسية تتمتع بسلطة واسعة في اتخاذ القرارات وتوجيه السياسات على مستوى وطني، وتشمل هذه السلطات الاقتصاد والتعليم والشؤون الاجتماعية. تقتصر الصلاحيات المحلية على قرارات ذات طابع محدد.

  1. المركزية الإدارية في النظام الاتحادي:

في كندا، يُمثل النظام الاتحادي نموذجًا آخر للمركزية الإدارية. هناك توازن بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية (المقاطعات) في توجيه السياسات واتخاذ القرارات. يمكن لكل مقاطعة تحقيق درجة معينة من الحكم الذاتي واتخاذ قرارات تخص الشؤون المحلية، بينما تتولى الحكومة الاتحادية توجيه السياسات الوطنية.

باختصار، تختلف دراسة حالة المركزية الإدارية في الأنظمة الحكومية المختلفة حسب الهياكل الإدارية والتوجهات السياسية والاقتصادية لكل دولة. تلك الأمثلة توضح كيفية تطبيق المركزية وتوجيه السلطة والصلاحيات في سياقات مختلفة.

مفهوم المركزية الإدارية في القانون: الأمثلة، والتحديات.

مفهوم المركزية الإدارية في القانون يشير إلى تجميع السلطة والصلاحيات في هيئة مركزية واحدة، مما يمكنها من اتخاذ القرارات وتوجيه السياسات والإشراف على الأنشطة بشكل شامل. هذا المفهوم يتجلى في العديد من المجالات القانونية ويمكن أن يكون له أمثلة وتحديات متعددة.

أمثلة على مفهوم المركزية الإدارية في القانون:

  1. قوانين الإدارة العامة: قوانين الإدارة في العديد من الدول تحدد هياكل الحكومة وصلاحياتها. تتضمن هذه القوانين توجيه السلطات والصلاحيات إلى هيئات مركزية لتنسيق وإشراف الأنشطة الحكومية.
  2. قوانين التخطيط والتنمية: في بعض الدول، تُنظم قوانين التخطيط والتنمية توجيه وتنسيق الجهود الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة.
  3. قوانين المالية والميزانية: تتضمن هذه القوانين توجيه تخصيص الموارد المالية بشكل مركزي وتحدد الجهات المخولة باتخاذ القرارات المالية.

تحديات مفهوم المركزية الإدارية في القانون:

  1. التوازن بين المركزية واللامركزية: التحدي الرئيسي هو تحقيق التوازن بين الحاجة إلى توجيه وتنسيق مركزي مع الحاجة إلى منح السلطات المحلية والإقليمية الحرية في اتخاذ القرارات التي تلبي احتياجاتها المحلية.
  2. حماية حقوق الأقليات: في الدول ذات التنوع الثقافي واللغوي والديني، تكمن التحديات في ضمان أن المركزية الإدارية لا تقوض حقوق الأقليات وتحترم تنوعها.
  3. الشفافية والمساءلة: قد ينشأ تحدي في تحقيق الشفافية والمساءلة في القرارات المركزية، مما يمكن أن يؤثر على ثقة الجمهور في الحكومة.
  4. التكيف مع التغيرات: في وجه التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تظهر التحديات في قدرة المفاهيم المركزية الإدارية على التكيف والتحسين.

باختصار، مفهوم المركزية الإدارية في القانون يُظهر أمثلة عديدة ويواجه تحديات متنوعة. يتطلب تحقيق توازن بين الحاجة للتوجيه المركزي وضمان حماية الحقوق والمساءلة وتكيفه مع التغيرات المستمرة.

هل يمكن الجمع بين المركزية الإدارية واللامركزية في الإدارة الحديثة؟.

نعم، يمكن الجمع بين المركزية الإدارية واللامركزية في الإدارة الحديثة، وهذا ما يعرف بمفهوم “اللامركزية المحدودة”. هذا المفهوم يهدف إلى تحقيق توازن بين الحاجة إلى التوجيه والتنسيق المركزي مع الحاجة إلى منح السلطات المحلية والإقليمية بعض درجات الحرية والمرونة في اتخاذ القرارات التي تلبي احتياجاتها المحلية.

اللامركزية المحدودة تسمح للجهات المحلية باتخاذ قرارات تتعلق بالشؤون المحلية بناءً على احتياجاتها وظروفها الفريدة، مثل التخطيط المحلي وتنظيم الخدمات المحلية. في الوقت نفسه، تحتفظ الحكومة المركزية بالصلاحيات والسلطات اللازمة لتوجيه السياسات الوطنية والقضايا الكبرى مثل الأمن القومي والاقتصاد الوطني.

هذا النهج يسعى إلى تحقيق التوازن بين الفوائد المتنوعة. من جهة، يمكن لللامركزية المحدودة تحسين مشاركة المجتمعات المحلية وتلبية احتياجاتها بشكل أفضل، وذلك من خلال تخصيص القرارات والموارد وفقًا للظروف المحلية الفريدة. من جهة أخرى، يُمكن للمركزية الإدارية التحكم في الاستراتيجيات الوطنية والتوجيه السياسي لتحقيق التنمية المستدامة والتنسيق بين مختلف المناطق.

هذا المفهوم يعكس رؤية حديثة للإدارة تتناسب مع التحديات المعاصرة وتحقق التوازن بين التنظيم المركزي والمرونة المحلية. على الرغم من التحديات في تطبيق هذا النهج بشكل فعال، إلا أنه يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تحسين أداء الحكومة وتلبية احتياجات المجتمعات المحلية بشكل أفضل.

تعريف المركزية الإدارية في القانون الإداري و 4 من أركانها