رد الاعتبار في القانون الجزائية تعريفه وشروطه , تعدّ مفهوم “رد الاعتبار في القانون الجزائي” من القضايا الهامة والمثيرة في مجال القانون الجزائي، حيث يمثل آليةً تهدف إلى تصحيح الظلم الذي يمكن أن يتعرض له الأفراد نتيجة لاتهامات زائفة أو غير دقيقة بارتكاب جرائم لم يرتكبوها فعلاً. يتيح رد الاعتبار للأشخاص الذين تم اتهامهم بجرائم بشكل غير عادل أو ظلمي، الفرصة لإثبات براءتهم واستعادة سمعتهم وكرامتهم.

رد الاعتبار في القانون الجزائي : تعريفه

رد الاعتبار في القانون الجزائي هو مصطلح قانوني يشير إلى العملية القانونية التي تهدف إلى تصحيح الظلم الذي يمكن أن يتعرض له الأفراد نتيجة لاتهامات زائفة أو غير دقيقة بارتكاب جرائم لم يرتكبوها فعلاً. يعتبر رد الاعتبار في القانون الجزائي أحد السبل التي يمكن للأفراد من خلالها استعادة سمعتهم وكرامتهم بعد تعرضهم جرائم التشهير غير مبرر وإجبارهم على تحمل تبعات جنائية لا تستند إلى دلائل قوية.

يأتي مفهوم رد الاعتبار في القانون الجزائي كاستجابة للظروف التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى إدانة أشخاص بجرائم لم يرتكبوها، سواء بسبب أخطاء في التحقيقات، أو تقديم أدلة زائفة، أو تعسف في الإجراءات القانونية. يهدف رد الاعتبار إلى إصلاح هذه الظلم، ومنح الفرصة للأفراد الذين تم اتهامهم بشكل غير عادل لإثبات براءتهم وتقديم دليل على عدم ضلوعهم في الجريمة المزعومة.

تكمن أهمية رد الاعتبار في تحقيق العدالة والمساهمة في حماية حقوق الأفراد من الظلم والظروف القانونية غير العادلة. إذ يُعَدُّ آليةً تساهم في توفير توازن بين الاهتمام بمعاقبة الجرائم وحماية الأبرياء من الإدانات الباطلة.

يُعد رد اعتبار تشويه سمعة أحد جوانب العدالة الجنائية الهامة التي تهدف إلى تصحيح الظلم الذي يمكن أن يلحق بالأفراد نتيجة اتهامات زائفة أو تشهير غير مستند إلى أدلة قوية. تشمل هذه الحالات الادعاءات الباطلة التي يتم توجيهها ضد الأفراد بغرض تدمير سمعتهم وسمعتهم، والتي تتسبب في تأثيرات سلبية على حياتهم المهنية والشخصية.

مفهوم تشويه السمعة: تشمل حالات تشويه السمعة ادعاءات كاذبة أو تصرفات تهدف إلى تشويه سمعة الشخص أو إلحاق ضرر به من خلال نشر معلومات زائفة أو تشهير غير مبرر. يمكن أن يتضمن ذلك نشر أخبار كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو نشر معلومات غير صحيحة في وسائل الإعلام، أو انتشار شائعات سلبية تؤثر على سمعة الشخص.

رد الاعتبار في حالات تشويه السمعة يلعب دورًا مهمًا في تحقيق العدالة وتصحيح الظلم. فعندما يتعرض شخص لاتهامات كاذبة ويعاني من تشويه لسمعته، يمكن أن يتضرر حياته المهنية والاجتماعية بشكل كبير. إن القدرة على رد الاعتبار تعزز من فرص الشخص المتضرر لتصحيح الوضع وإعادة بناء سمعته وكرامته.

في النهاية، يجسد مفهوم رد الاعتبار في القانون الجزائي مبدأً أساسياً في نظام القانون الجزائي، حيث يمكنه تقديم فرصة للأفراد الذين تعرضوا للظلم لإثبات براءتهم واستعادة كرامتهم، وهو مظهر أساسي من مظاهر تحقيق العدالة في المجتمعات القانونية.

مفهوم رد الاعتبار في القانون: حقوق الأبرياء وتصحيح الظلم

مفهوم رد الاعتبار في القانون الجزائي: حقوق الأبرياء وتصحيح الظلم

يعتبر مفهوم رد الاعتبار في القانون الجزائي من الجوانب الأساسية للعدالة الجنائية، حيث يسعى إلى تصحيح الظلم الذي يمكن أن يلحق بالأشخاص الذين يتعرضون لاتهامات جنائية زائفة أو غير دقيقة. يتمثل رد الاعتبار في منح الأفراد الذين تم اتهامهم بجرائم لم يرتكبوها الفرصة لإثبات براءتهم واستعادة سمعتهم وكرامتهم، وذلك من خلال الإجراءات القانونية المنصوص عليها.

تأتي أهمية رد الاعتبار في القانون الجزائي من حق الأفراد في الحصول على عدالة حقيقية ومنع حدوث إدانات ظالمة تستند إلى دلائل غير كافية أو أخطاء في الإجراءات القانونية. يعتبر مفهوم “براءة حتى تثبت الإدانة” أساسياً في هذا السياق، حيث يجب أن يعامل المتهمون على أنهم بريئون حتى يثبت أنهم مذنبون بالجريمة.

مراحل رد الاعتبار قد تشمل التحقيقات المعادة، وتقديم أدلة جديدة تثبت براءة الفرد، وتقييم الأدلة التي أدت إلى إدانته في البداية. يمكن أن يتضمن الأمر أيضًا النظر في تقنيات جديدة لتحليل الأدلة الجنائية، واستجواب شهود وخبراء جدد.

تحدث حالات رد الاعتبار في القانون الجزائي في أوقات مختلفة، بدءًا من مرحلة التحقيقات الأولية وصولاً إلى مرحلة ما بعد الحكم. يمكن أن تنجح جهود رد الاعتبار إذا تم تقديم أدلة جديدة ومقنعة تثبت براءة الفرد وتشكك في صحة الإدانة الأولية.

في النهاية، يمثل مفهوم رد الاعتبار تجسيدًا للقيم الأخلاقية والقانونية للعدالة، حيث يتيح للأشخاص الذين تعرضوا للظلم الحصول على الفرصة لتصحيح الوضع واستعادة حياتهم وسمعتهم بعد تجربة مؤلمة من الاتهام الباطل. إن توفير هذه الآلية في النظام القانوني يساهم في ضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق الأبرياء في المجتمع.

شروط رد الاعتبار: الأسس والضوابط القانونية

رد الاعتبار في القانون الجزائي يعد آلية هامة لتصحيح الظلم وإعادة العدالة للأفراد الذين تعرضوا لاتهامات زائفة أو إدانات باطلة. لكي يكون رد الاعتبار عملية فعّالة ومنصفة، تتضمن الإجراءات القانونية شروطًا وضوابطًا تحكم عملية إعادة النظر في قضايا الأفراد الذين يسعون للحصول على براءتهم. هذه الشروط تسهم في تحقيق توازن بين مصالح العدالة وحقوق الأبرياء. إليك بعض الأسس والضوابط القانونية المهمة التي تحكم رد الاعتبار في القانون الجزائي:

  1. براءة الفرد: شرط أساسي هو أن يكون الفرد بريئًا من الجريمة التي تم اتهامه بها. يجب أن يكون هناك شكوك معقولة في الإدانة الأولية ووجود أدلة جديدة وقوية تثبت براءته.
  2. أدلة جديدة: يجب تقديم أدلة جديدة وقوية تكون غير متاحة أو غير معروفة أثناء مرحلة المحاكمة الأولية. هذه الأدلة يجب أن تكون قادرة على تغيير نظرة المحكمة إلى الجريمة ودور الفرد فيها.
  3. قرار نهائي: يجب أن يكون هناك حكم نهائي وقابل للاستئناف أو التظلم ضد الفرد. لا يمكن تقديم رد الاعتبار قبل انتهاء جميع مراحل الطعن في الحكم.
  4. عدم إلحاق ضرر غير متجدد: يجب توضيح أن الفرد قد تعرض لأضرار جسيمة نتيجة للاتهامات الزائفة والإدانة الباطلة، ويجب أن يكون رد الاعتبار قادرًا على تصحيح هذا الضرر وإعادة العدالة.
  5. المحكمة المختصة: يجب تحديد المحكمة المختصة بالنظر في طلب رد الاعتبار، وهذه المحكمة يجب أن تكون قادرة على إجراء تقييم دقيق للأدلة واتخاذ قرار مستنير.المحكمة المختصة بالنظر في طلب رد الاعتبار تختلف من نظام قانوني إلى آخر، وقد تتأثر بالتشريعات المحلية والنظم القانونية المعمول بها في كل دولة. عمومًا، تكون هذه المحكمة ذات اختصاص في القضايا الجنائية والاستئناف وقد تكون جزءًا من نظام القضاء الجنائي.

    في بعض الدول، يتم التقديم للمحكمة المحكمة العليا أو محكمة الاستئناف بطلب رد الاعتبار في القانون الجزائي، وتكون هذه المحكمة مختصة بمراجعة الحكم النهائي وتقديم تقييم دقيق للأدلة الجديدة والشهادات والبراهين المقدمة.

  6. الوقت المحدد: يمكن أن يكون هناك إطار زمني محدد لتقديم طلب رد الاعتبار، حيث يتعين على الأفراد تقديم طلباتهم خلال فترة معينة منذ صدور الحكم النهائي.
  7. حق المحامين والمستشارين: يجب أن يتيح للأفراد حقوق الدفاع الكاملة، بما في ذلك الوصول إلى محامين متخصصين في القانون الجنائي لمساعدتهم في تقديم طلب رد الاعتبار.
  8. واجب النيابة العامة: يجب أن يقوم النائب العام أو الممثل القانوني للدولة بتقديم تقييم دقيق للأدلة الجديدة والتحقق من مدى قوتها وقوانينيتها.

تلك الأسس والضوابط تعكس أهمية ضمان عملية رد الاعتبار في القانون الجزائي بشكل منصف وموضوعي، وتحقيق التوازن بين حماية حقوق الأبرياء ومصالح العدالة العامة.

براءة الفرد: الخطوة الأساسية نحو رد الاعتبار

تعتبر براءة الفرد من الجريمة المزعومة خطوة أساسية وحجر الزاوية في عملية رد الاعتبار في القانون الجزائي. إنها اللحظة التي تفتح الباب أمام الأفراد الذين تعرضوا لظلم وإجباروا على تحمل تبعات جنائية غير مستحقة لإثبات براءتهم واستعادة كرامتهم وسمعتهم. يتعلق الأمر بضمان أن الأفراد لا يُعاملون على أنهم مذنبون حتى يثبت غير ذلك.

يتطلب مفهوم براءة الفرد إثبات عدم ضلوعه في الجريمة بما يفوق مجرد الشكوك المعقولة. إنه يتضمن تقديم أدلة قوية ومقنعة تثبت بلا تردد أن الفرد لم يكن متورطًا في الجريمة المزعومة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هذه الأدلة جديدة وغير متاحة أو غير معروفة أثناء مرحلة المحاكمة الأولية.

براءة الفرد ليست مجرد تبرير أو تبرئة من تهمة معينة، بل هي استعادة لحقوقه وكرامته كإنسان. إنها تقدير للأمور التي لم يكن بالإمكان إثباتها في البداية، وتعكس حجم الضرر الذي تسببت فيه التهمة الكاذبة والإدانة الباطلة في حياة الفرد.

يعكس مفهوم براءة الفرد توجه العدالة نحو تحقيق العدالة الحقيقية والموضوعية. فالقوانين التي تسمح برد الاعتبار تهدف إلى تحقيق التوازن بين مصلحة معاقبة الجرائم وحماية حقوق المتهمين، وتضمن لهم الفرصة لتقديم أدلة وتقنيات جديدة لإثبات براءتهم.

في الختام، براءة الفرد تمثل قاعدة أساسية لتحقيق العدالة والحقيقة في النظام القانوني. إنها الركيزة التي تبنى عليها عملية رد الاعتبار، والتي تسعى جاهدة لتصحيح الظلم وتقديم الإنصاف للأفراد الذين تعرضوا لإدانات باطلة.

دور الأدلة الجديدة في رد الاعتبار

الأدلة الجديدة تشكل جزءًا أساسيًا من عملية رد الاعتبار في القانون الجزائي . إنها العنصر الذي يمكنه تغيير منظور المحكمة حول قضية معينة وإثبات براءة الفرد الذي تعرض لظلم وإجباره على تحمل تبعات جريمة لم يرتكبها. تلعب الأدلة الجديدة دورًا حاسمًا في تحقيق العدالة وإصلاح الظلم القانوني.

تقييم الأدلة الجديدة: عندما يتقدم الشخص بطلب لرد اعتباره، يجب أن يقدم أدلة جديدة وقوية لدعم حالته. هذه الأدلة يجب أن تكون مقنعة وتثبت براءته بشكل واضح. تشمل هذه الأدلة عادةً شهادات جديدة، أدلة علمية أو تقنية جديدة، أو معلومات غير متاحة أثناء المحاكمة الأولية.

إعادة تقييم القضية: الأدلة الجديدة تجعل المحكمة تعيد تقييم القضية من جديد. قد يتم تقديم أدلة تكون أكثر قوة ومقنعة من الأدلة التي تم استنادها إلى الإدانة الأولية، مما يجعل المحكمة تعيد تقدير مدى توافق هذه الأدلة مع الإدانة السابقة.

تأثير الأدلة على القرار: إذا كانت الأدلة الجديدة قوية بما يكفي لإثبات براءة الفرد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إلغاء الإدانة السابقة وإصدار حكم جديد يقرر ببراءته. تعمل الأدلة الجديدة على تغيير منظور المحكمة وإعادة تقدير قوة الأدلة بشكل عام.

ضرورة الأدلة الموثوقة: تكمن أهمية كبيرة في تقديم أدلة جديدة موثوقة ومعترف بها. يجب أن تتوافر صدقية ومصداقية هذه الأدلة لضمان قبولها من قبل المحكمة. قد تتضمن ذلك تقديم شهادات خبراء معترف بهم أو أدلة علمية تستند إلى تقنيات معترف بها.

أهمية التكنولوجيا والعلم: في العصر الحالي، يمكن أن تلعب التقنيات والتطورات العلمية دورًا كبيرًا في تقديم أدلة جديدة. تقنيات تحليل البصمات الوراثية، وفحص الحمض النووي، وتحليل الفيديو والصوت قد تساهم في تقديم دلائل تكون قوية في رد الاعتبار.

في النهاية، تلعب الأدلة الجديدة دورًا حيويًا في تحقيق رد الاعتبار في القانون الجزائي، حيث تساهم في تقديم أدلة تكون أقوى وأكثر مقنعية من الأدلة التي قد تم استنادها إلى الإدانة السابقة. تكمن قوة الأدلة الجديدة في قدرتها على تغيير نظرة المحكمة للقضية وتقديم الإنصاف للأفراد الذين تعرضوا لظلم.

القرار النهائي والتظلم: مرحلة ما بعد الإدانة

بعد صدور الحكم النهائي القاضي بإدانة الشخص، تبدأ مرحلة ما بعد الإدانة، حيث يمكن للشخص الذي تمت إدانته أو محاميه التفكير في التظلم ضد الحكم أو طلب رد الاعتبار. هذه المرحلة تعد فرصة إضافية للتأكد من تسليم العدالة وتقديم الإنصاف، وقد يكون للقرار النهائي وعملية التظلم دور مهم في تحقيق ذلك.

القرار النهائي: القرار النهائي هو الحكم الذي يصدره القاضي بعد انتهاء جميع مراحل المحاكمة والمرافعات. يمكن أن يكون هذا القرار إما إدانيًا، حينما يؤكد القاضي على إدانة الشخص بارتكاب الجريمة المنسوبة إليه، أو براءة، حينما يتوصل القاضي إلى أن الشخص بريء من التهم الموجهة إليه.

التظلم: في العديد من الأنظمة القانونية، يحق للشخص المدان أو محاميه تقديم تظلم ضد القرار النهائي. التظلم هو عبارة عن طلب رسمي لإعادة نظر في الحكم الصادر. تهدف هذه العملية إلى إعطاء الشخص فرصة أخرى لتقديم أدلة جديدة أو تحدي الأدلة التي استند إليها الحكم الأولي.

مراجعة الأدلة والتحقق: خلال عملية التظلم، يقوم القاضي أو المحكمة المختصة بمراجعة الأدلة الأصلية والجديدة التي تم تقديمها. يتم التحقق من مدى قوة ومقنعية هذه الأدلة ومدى تأثيرها على الحكم الأصلي.

قرار التظلم: بعد دراسة التظلم ومراجعة الأدلة، يتخذ القاضي قرارًا بالموافقة على التظلم وتغيير الحكم السابق أو رفض التظلم والاستمرار في تنفيذ الحكم النهائي. يجب أن يكون هذا القرار مبنيًا على تقييم دقيق للأدلة والمعلومات المقدمة.

الأثر الإنصافي: عملية التظلم تعكس التزام النظام القانوني بتحقيق العدالة، حيث تمنح الشخص الفرصة لتقديم حججه والتأكد من أن الحكم النهائي استند إلى أدلة قوية ومقنعة. إذا تم تغيير الحكم وبرء الشخص من التهم، فإن ذلك يمثل إعادة إنصاف له وتصحيح للظلم الذي تعرض له.

في النهاية، يلعب القرار النهائي وعملية التظلم دورًا هامًا في ضمان تحقيق العدالة وتقديم الإنصاف للأفراد الذين تمت محاكمتهم وإدانتهم. يمكن أن تمنح هذه الخطوة الفرصة لتصحيح أي أخطاء قد تكون قد وقعت في الحكم الأولي وتحقيق الإنصاف الحقيقي.

عدم إلحاق ضرر غير متجدد: تقدير الضرر وأثره في رد الاعتبار

عدم إلحاق ضرر غير متجدد يعتبر جانبًا أساسيًا في عملية رد الاعتبار في القانون الجزائي . تقدير الضرر الناجم عن الإدانة الباطلة أمر ذو أهمية بالغة، حيث يعكس تقدير هذا الضرر الواقعي والمحتمل للشخص وكيفية تأثير الاتهامات الزائفة على حياته ومستقبله. يمثل تقدير الضرر الجانب الإنساني لهذه القضية، حيث يتعين على النظام القانوني أن يكون حساسًا لتأثير الظلم على الأفراد وأن يسعى لإصلاح هذا التأثير عبر آليات رد الاعتبار المناسبة. توجيه تعويضات مادية أو غيرها من التدابير الاحترازية التي تساهم في التخفيف من الضرر والإعانة على إعادة بناء حياة الشخص المتضرر قد تكون ضرورية لضمان تحقيق العدالة الكاملة في هذا السياق.

حقوق الأفراد خلال عملية رد الاعتبار (ضمانات المتهمين)

تعتبر حماية حقوق الأفراد خلال عملية رد الاعتبار في القانون الجزائي جزءًا أساسيًا من نظام العدالة الجنائية، حيث يتعين أن يتمتع حقوق و ضمانات المتهم تضمن حقوقهم وكرامتهم أثناء إجراءات رد الاعتبار. تهدف هذه الضمانات إلى تحقيق التوازن بين مصالح العدالة وحقوق الأفراد، وضمان عملية نزيهة وموضوعية.

1. حق الوصول إلى محامٍ: يجب على الأفراد المتهمين بأن تُمنح لهم فرصة للوصول إلى محامٍ مؤهل ومختص في القانون الجنائي. يقدم المحامي الدعم القانوني ويسهم في تقديم دفاع قوي وفعال خلال عملية رد الاعتبار.

2. حق التواجد في الجلسات: يجب أن يكون لدى المتهمين حق حضور جلسات المحكمة المتعلقة بقضيتهم. يسمح لهم بالمشاركة في المرافعات وتقديم أدلة دفاعهم أمام المحكمة.

3. حق الصمت: يتمتع المتهمون بحق الصمت، ولا يجب أن يُجبروا على الإدلاء بأي اعتراف أو معلومات قد تستخدم ضدهم.

4. حق معرفة التهمة: يجب أن يُبلغ المتهمون بالتهم الموجهة إليهم بشكل واضح ومفهوم. يتيح ذلك لهم الفرصة للتحضير للدفاع وتقديم رد مناسب.

5. حق الدفاع: يتمتع المتهمون بحق الدفاع عن أنفسهم وتقديم أدلة دفاعية. يُسمح لهم بتقديم شهادات شهود وأدلة أخرى تدعم براءتهم.

6. حق عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة القاسية: يجب أن يحظى المتهمون بحماية من التعذيب أو المعاملة القاسية أثناء الاستجواب أو في أي مرحلة من مراحل عملية رد الاعتبار في القانون الجزائي .

7. حق الاستفادة من الأدلة: يجب على المتهمين أن يكونوا قادرين على الاستفادة من الأدلة التي قدموها خلال مراحل الاستئناف أو رد الاعتبار في القانون الجزائي، ويجب أن تؤخذ هذه الأدلة في اعتبار المحكمة عند اتخاذ قرارها.

8. حق الحضور في مراحل الاستئناف: يجب أن يكون لدى المتهمين حق الحضور في مراحل استئناف القضية، حيث يتمكنون من تقديم أدلة إضافية أو الدفاع عن حالتهم.

9. حق التقدير العادل: يجب أن تتم معاملة المتهمين بشكل عادل ومنصف، وأن يتمتعوا بفرص متساوية لتقديم دفاعهم ومواجهة الأدلة ضدهم.

تجسد هذه الضمانات القانونية الجوانب الإنسانية والأخلاقية للعدالة الجنائية، وتضمن أن الأفراد يتمتعون بحقوقهم وكرامتهم أثناء عملية رد الاعتبار في القانون الجزائي ، سواء كانوا مدانين ظلمًا أو يسعون لإثبات براءتهم.

أمثلة عملية لرد الاعتبار: قصص نجاح وتحقيق العدالة

هناك العديد من القصص الناجحة التي تبرهن على أهمية وجود آليات قانونية لرد الاعتبار في القانون الجزائي وتحقيق العدالة. إليك بعض الأمثلة على عمليات رد الاعتبار في القانون الجزائي التي أسفرت عن تحقيق العدالة:

1. قضية دنيز يوشار: في عام 2002، تم اتهام دنيز يوشار بالتجسس لصالح إيران في الولايات المتحدة. تم إدانتها بناءً على أدلة ضعيفة ومشكوك فيها. ومع ذلك، تمكنت جهود تحالف من محامين ونشطاء وصحفيين من تسليط الضوء على ضعف الأدلة والتلاعب بالقضية. في عام 2012، أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عفوًا رئاسيًا لدنيز يوشار، وتم الإفراج عنها من السجن. تعد هذه القضية مثالًا على كيفية تحقيق العدالة من خلال التضامن والنضال لتسليط الضوء على حالات الظلم.

2. قضية كريم : في مصر، تعرض كريم لاتهامات بالإرهاب والتحريض على العنف عبر منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي. تم القبض عليه وإدانته بناءً على هذه التهم. ومع ذلك، بدأت حملة دعم دولية لتسليط الضوء على القضية وإظهار ضعف الأدلة واستندت التهم على حقوق الحرية الشخصية وحرية التعبير. تم الإفراج عنه في عام 2021 بقرار من المحكمة العليا في مصر.

3. قضية أميرة : في الأردن، تم القبض على أميرة بتهمة التحريض على الفوضى ونشر أخبار كاذبة. تم توجيه التهمة لها بسبب تعبيرها عن آرائها على مواقع التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، بفضل حملة دعم دولية وجهود منظمات حقوق الإنسان، تم تخفيف العقوبة ثم إعفاؤها من العقوبة بأمر ملكي.

4. قضية جابر : في المملكة العربية السعودية، تم اعتقال جابر  بسبب تغريدات نشرها على تويتر تنتقد الفساد وتدعو إلى الإصلاح. تم إدانته وحكم عليه بالسجن. بفضل حملات التضامن والضغط الدولي، تم الإفراج عنه بعد عامين من الاعتقال.

تلك الأمثلة تبرهن على القوة الكبيرة للجهود الجماعية والدعم الدولي في تحقيق رد الاعتبار في القانون الجزائي وتحقيق العدالة للأفراد الذين تعرضوا لظلم. تظهر هذه الحالات أنه بوسع الناس تحقيق تغيير إيجابي وتصحيح الظلم من خلال النضال والتضامن من أجل قضايا العدالة وحقوق الإنسان.

رد الاعتبار في القانون الجزائي تعريفه وشروطه