رد الدعوى في النظام السعودي، تعد الدعوى القضائية طريقة قانونية لحماية الحقوق للأفراد وذلك في حال تعرضهم للظلم بما يضمن الحقوق الكاملة لهم، من خلال اتباع طرق محددة وفق الأصول القانونية مما يؤدي إلى تحقيق العدالة في المجتمع.
لكن يلزم عند تقديم دعوى أمام المحكمة مراعاة الأصول القانونية التي حددها القانون لقبول الدعوى شكلاً وموضوعاً، وذلك لأن أي ارتكاب أي خطأ في تقديمها ممكن أن يتسبب ببرد الدعوى.
دعنا نتعرف أولًا إلى معنى رد الدعوى في النظام السعودي
يعرف رد الدعوى طبقاً للأحكام و القوانين في السعودية هي اللجوء إلى القانون بالشكل الأمثل بغرض تحصيل تعويض ما لحادثة تمت من خلال الخطأ بعد ارتكابه من أحد الأفراد و رد الدعوى هي السبيل الأهم لتحقيق العدل ونشر العدالة وهي منهج قانوني لتحصيل الحق بعد الإحساس بالظلم.
وتعد رد الدعوى طريقة من الطرق السليمة التي تتم في عندما يتعرض المدعى عليه للظلم عن طريق المدعى، وبالتالي تعد من الطرق الشرعية التي يمكن استخدامها.
وفي الواقع عند رفع الدعوى القضائية فإنها تمر بمراحل عدة، فإما أن يكسبها المدعي وتنجح القضية، وإما أن يتم ردها، وذلك بأن ترفض المحكمة دعوى المدعى عليه.
هذا المقال عن : رد الدعوى في النظام السعودي
والآن سنوضح لكم رد الدعوى في النظام السعودي
عند إقامة الدعوى القضائية عن طريق المدعي وذلك بمواجهة المدعى عليه، فإما أن يقبلها القاضي وبذلك يحكم بموضوعها، أو أن يردها القاضي لسبب من الأسباب.
وقد حدد القانون مجموعة الشروط المحددة من أجل تقديم الدعوى بشكل صحيح وحتى تكون مقبولة وكي لا يرفضها القاضي ويردها.
وعلى هذا حتى يقبل القاضي الدعوى المقدمة عن طريق المدعي وعدم ردها فيجب عليه أن يتأكد مما يلي:
- أن يتأكد من الاختصاص بمعنى أن يتأكد القاضي من أن القضية المطروحة أمامه تدخل باختصاص هذه المحكمة التي تقام أمامها الدعوى.
- يلزم على القاضي أن يتأكد من أن هذه الدعوى المقدمة أمامه ليست دعوى كيدية أو صورية.
- التأكد من أن هذه الدعوى المقامة تحتوي على خصومة حقيقية وذلك بين المدعي والمدعى عليه.
- على القاضي التأكد من أن المدعي هو الذي يطالب بالحق، والطرف الثاني هو صاحب صفة.
- كذلك على القاضي أن يتأكد من أن المدة الزمنية المتعلقة بالحق انتهت فيما إذا كانت موجودة، بمعنى آخر أن الحق قد حل.
- ولذا فإن المحكمة تقوم برد الدعوى في النظام السعودي في عندما لا تتوفر الحالات السابقة.
والسؤال المهم الآن ما هي أسباب رد الدعوى شكلاً
وهي الدفوع التي تتعلق بصحة إجراءات الدعوى وشكلها وكيفية توجيهها، كالدفع بعدم اختصاص المحكمة أو ببطلان أوراق التكليف بالحضور.
حيث إن رد الدعوى شكلا يعني أن يتم عدم قبول الدعوى بأسباب تتعلق بالإجراءات وليس له علاقة بأصل الحق أو موضوع الدعوى. مثل بطلان إقامة الدعوى أو بطلان موعد أو طعن في شهادة شاهد وذلك لأنه تم سماع تلك الشهادة من غير حضور المدعي.
ورد الدعوى شكلا يتم قبل البدء بالنظر بموضوع الدعوى، وفي حال تم رد الدعوى شكلا، فهذا لا يعني إنهاء النزاع القائم، حيث إن رد الدعوى شكلا لا يمس أصل الحق الدعوى.
حيث يمكن إعادة رفع هذه الدعوى بواسطة المدعي وذلك بعد مراعاته لرفعها طبق الإجراءات القانونية الصحيحة لقبولها شكلا.
عندما يقوم القاضي برد الدعوى المقدمة عن طريق المدعي، فيلزم على القاضي أن يستند على أسباب حددها له القانون وهناك أسباب موضوعية تتصل بموضوع الدعوى علاوة على أسباب شكلية تمكن القاضي من رد الدعوى.
وأما الأسباب الشكلية التي تجعل المحكمة رد الدعوى هي كالتالي:
- في كال تم تقديم الدعوى عن طريق ما لا صفة له، أي من فرد ليس له صفة الادعاء والخصومة في الدعوى.
- عندما لا تكون المحكمة مختصة بالنظر بالدعوى التي المقامة أمامها أي إن تكون الدعوى من اختصاص محكمة أخرى غير المحكمة التي المعروضة أمامها.
- الجهل في الموضوع الذي تم الادعاء به.
دعنا نتعرف إلى أسباب رد الدعوى موضوعا في السعودية
يعد رد الدعوى في النظام السعودي موضوعا لأسباب تتعلق بأصل حق الدعوى وليس بإجراءاتها:
1- رد الدعوى لعدم اقترانها بالدلائل والبينات:
والبينة هي الدليل القاطع الذي ستقوم عليه الدعوى والذي سيقوم القاضي ببناء حكمه عليه، أما في حال عدم وجود دليل قاطع فإن القاضي سيطلب من المدعي عليه حلف اليمين على نفي كل ما جاء في الدعوى، وفي حال قيام المدعي عليه بأداء اليمين على أن كل ما جاء في الدعوى باطل فإن القاضي يحكم برد الدعوى لعدم وجود البينة.
2-التناقض الموضوعي في مضمون الدعوى.
نناقش معًا رد الدعوى لعدم وجود بينة في السعودية
إن رد الدعوى لعدم وجود البينة هو من الأسباب الموضوعية التي تجعل المحكمة تقوم برد الدعوى في النظام السعودي.
فالبينة هي الدليل القاطع الذي يقوم القاضي ببناء حكمه عليه، فهي تدور بشكل عام حول وسائل الإثبات مثل الإقرار والكتابة.
فعندما يقوم المدعي برفع دعوى ضد المدعى عليه بتهمة أن للمدعى على المدعى عليه مبلغ من المال. وأنكر المدعى عليه الحق المدعى به، لكن المدعي قدم دليلا بوجود شهود أو مثلا كان الدليل مستند حرره المدعى عليه على نفسه بالمبلغ المالي المستحق.
فهنا قدم المدعي دليل قاطع بالحق المدعى به وبذلك تحكم المحكمة بإدانة المدعى عليه وهذه هي البينة.
لكن عند عدم وجود البينة فيقوم القاضي برد الدعوى في النظام السعودي، حيث عندما يتم تقديم الدعوى أمام المحكمة للنظر بها ولا يكون لدى المدعي بينة في الدعوى فعندها يتم طلب أداء اليمين من المدعى عليه على نفي كل ما ورد في الدعوى.
وإذا قام المدعى عليه بحلف اليمين بأن ما ورد بالدعوى باطل، فعندها يتم رد الدعوى عن طريق القاضي وذلك لعدم وجود البينة.
هذا المقال عن : رد الدعوى في النظام السعودي
تعرف إلي رد الدعوى لعدم الإثبات في السعودية
يعد التقاضي أحد أهم الإجراءات القانونية التي تبدأ عند رفع المدعي دعوى ضد المدعي عليه إلى المحكمة، ليتم بعدها الطلب عن طريق المدعى عليه للرد على الشكوى أو إمكانية الادعاء لما له من أحقية في جلسة استماع ضمن المحكمة قبل أن يتم الفصل في الدعوى.
ويتم رفع مختلف القضايا القضائية ضمن المحاكم على مستويات مختلفة تبعا للموضوع المتعلق بكل دعوى واختصاص المحكمة
حيث يمكن للقاضي رفض هذه الدعوى أو قبولها طبقا لبعض الحالات التي تم تحديدها من خلال الأنظمة والقوانين في السعودية.
ومن الممكن أن يتم توضيح معنى رد الدعوى في النظام السعودي في الحالات التي يتم إسقاطها عند عدم قدرة المدعي على إثبات وتقديم الأدلة اللازمة المتعلقة بالقضية.
بينما يكون المعنى القانوني للاعتراض على رد الدعوى بتقديم اللائحة التي ينظمها القانون طبقا لإجراءات محددة من قبل القانون.
هذا المقال عن : رد الدعوى في النظام السعودي
تعرف على حالات رد الدعوى في النظام السعودي
تعد أهم الحالات التي يتم فيها رد الدعوى في النظام السعودي فهي تتمثل بما يلي:
- في الحالات التي لا يتم الامتثال فيها للإجراء القانوني الذي يحتاجه هذا النظام كرد للدعوى من غير التوجه من قبل الغير المختصين أو أحد المتقاضين.
- عدم إمكانية الشخص من إثبات قضيته.
- وجود التناقض بين موضوع الدعوى والطلبات المقدمة من خلال المدعي.
بعد أن يتم رفض قضية الدعوى فإنها إما أن تكون موضوعية أو رسمية، وذلك لإمكانية إعادة فتح هذه القضية إذا لم يتم توجيه الخصوم إليها.
أما بالنسبة للمحكمة في الحالة التي يتم فيها رد الدعوى بسبب عدم التوجيه من قبل الخصوم إليها فمن الممكن أن يتم إحالتها لمرة أخرى بعد أن يتم التوجيه للخصومة إليها.
أما عند وجود أي خلل في الدعوى ففي مثل هذه الحالات قد تتوفر الإمكانية لتصحيحه مما يمكنه من إعادة رفع الدعوى.
أما فيما يخص الأثر الموضوعي لرفض الدعوى فهذا يعني عدم السماحية لإعادة القضية مرة أخرى وهذا بسبب قرار المحكمة المتعلق بموضوع الدعوى.
هذا المقال عن : رد الدعوى في النظام السعودي
ما الفرق بين رد الدعوى ورفض الدعوى في النظام السعودي
قد يتساءل البعض عن الفرق القانوني بين رد الدعوى ورفضها. إن رد الدعوى يعني هو عدم الاستحقاق من قبل المدعي لما تم الادعاء عليه أي ليس لديه الحق فيما يدعيه، وأن ما تم طلبه في الدعوى ليس من حقه حيث يتم عرض مثل هذه القضايا من غير النظر إلي موضوعها.
أما رفض القضية فيتم طبقا لضوابط معينة سنذكر أهمها:
- صورية الدعوى وهي أحد أشكال الاحتيال حيث يتم إخفاء سلوك قانوني حقيقي وإظهار سلوك قانوني وهمي بدلا منه.
- كيدية الدعوى في الحالات التي تكون فيها الدعوى غير مستندة على حقيقة أو حق قانوني ولكن غرضها الحاق الضرر بالمدعي عليه.
- عند تقديم الطلبات العارضة للدعوى، وهي الطلبات التي يتم تقديمها خلال سير المنازعات عن طريق أحد الطرفين على طلب الدعوى الأصلي.
والسؤال الآن ماذا يترتب على عدم قبول الدعوى في النظام السعودي؟
بعد أن يتم إصدار الحكم من المحكمة الابتدائية في القضية أو الدعوى، وعند شعور المدعي أو المدعي عليه بأن الأحكام الصادرة غير عادلة من الممكن لأي طرف منهما، يتم تقديم اعتراض على هذا الحكم.
حيث سمح القانون السعودي باستئناف الحكم بغرض تحقيق العدل وعدم المساس بحقوق الآخرين.
إلا أنه لابد من إيجاد الضوابط والشروط التي ينظمها القانون ليوضح كيفية تقديم الاعتراض لاستئناف حكم رد الدعوى في النظام السعودي، ولكن أي تجاوز أو عدم التزام في هذه الضوابط يعاد الاعتراض ولا يقبل عن طريق المحكمة.
ما هي شروط تقديم الاعتراض على رد الدعوى في السعودية
في كثير من الأوقات يقدم المدعي أو المدعى عليه اعتراضا على حكم صادر عن المحكمة الابتدائية عندما يشعر أن حكم القضية كان غير عادل، لذلك سمح القانون السعودي بهذا النهج لإقامة العدل وعدم المساس بالحقوق.
ومع ذلك هناك قيود وضوابط وشروط يضعها القانون لتقديم القائمة المرفوضة، وعندما لا يتم الالتزام بها تعاد ولا تقبلها المحكمة.
تتطلب كتابة اعتراض قانوني فهما واضحا للقوانين واللوائح المعمول بها، فضلا عن فهم المبادئ العلمية في قواعد الفقه والأحكام الشرعية في الموضوع.
- إدراج توقيع مقدم الاعتراض ضمن القائمة.
- تحديد التاريخ الذي أصدر فيه الحكم المعترض عليه.
- تقديم الاعتراض أثناء الفترة المحددة من قبل النظام السعودي في الإجراءات الشرعية وهي ثلاثون يوماً.
- ينبغي توضيح سبب حكم القاضي في مضمون الاعتراض وأسباب صدوره، هل كان هذا القرار مبنيا على شيء غير مطروح ضمن القضية أم بني على أسس غير نظامية أم لم يتم تنفيذ القاعدة القانونية بصورة نظامية. عند حدوث أي خطأ يمكنك مراجعة المحكمة التي أعلنت عنه.
- ومن المهم أن يتم ذكر حق المدعي بالكامل وهل منح إمكانية المطالبة إضافة لحقه في الرد والدفاع عن نفسه.
ولا يجب نسيان الصيغة القانونية للائحة الاعتراض على الحكم الصادر وماهي المعلومات التي يجب أن يشملها كتاريخ الحكم والرقم الخاص به والدائرة التي أصدر من قبلها.
وعند الانتهاء من تدوين الاعتراض وتنظيمه لابد من تقديمه في نفس المحكمة التي صدر منها القرار ضمن المدة المحددة، ومن ثم يتم تقديمها للحكم ليتم تسجيلها لدى كاتب السجل ليقوم بتسليمها إلى المحكمة المختصة مع التوجيهات لبقاء القضية ضمن السجل الخاص في تلك الدائرة.
هذا المقال عن : رد الدعوى في النظام السعودي
ما الفرق بين رد الدعوى وصرف النظر في السعودية؟
في المجال القانوني وعلى الخصوص في الدعاوى دائما ما نجد هنالك الكثير من الالتباس والأمور التي يجدها الأفراد غير واضحة ومن بين أهم هذه الأمور موضوع الفرق بين صرف النظر وبين رد الدعوى حيث يخطأ الأفراد و يظنهما شيئا واحدا بينما في الحقيقة هما مختلفان تماما و يتعلقان بحالتين مغايرتان و الفرق على النحو التالي:
فيما يخص موضوع صرف النظر عن الدعوى يكون لأسباب شكلية تمنع من النظر إليها من الأساس وتكون من ضمن الأسباب صرف النظر :
– الحالة التي لم يكن فيها للمدعي الصفة الشرعية مثل عند مطالبته بحق ليس له بل للغير.
– الدفع بدعوة للغير من غير أن تكون للمدعي صفة أو ولاية.
أما الرد أو رفض الدعوى ينصب على الناحية الموضوعية للدعوى حيث يتم النظر فيها موضوعا وليس شكليا بل يتم معرفة محتواها من أجل التعرف ما إن تعلق الأمر بدعوى صحيحة من الناحية القانونية وفي حال العكس يتم الدفع برد الدعوى وعدم النظر فيها.
يتساءل البعض عن متى يكون رد القاضي في النظام السعودي
من الضمانات التي كفلتها كافة التشريعات هي رد القاضي من النظر في الدعوى المرفوعة إليه وذلك طمأنه للمتقاضي أن القضاء لا يصدر إلا من الحق دون تحيز ولكي يبقى القضاء موضع احترام بوصفه ضمان لحقوق الناس وحرياتهم .
ويعد حق رد القاضي من الحقوق الأساسية للخصوم ولذلك نصت المادة 96 من نظام المرافعات الشرعية على انه يجوز رد القاضي لأسباب عدة وحالات رد القاضي التي نص عليها النظام هي :
- إذا كان للقاضي أو زوجة القاضي دعوى مماثلة للدعوى الذي ينظرها القاضي.
- إذا حدث للقاضي أو لزوجته خصومة مع أحد الأفراد أو مع زوجته بشرط أن تكون هذه الخصومة حدثت بعد قيام هذه الدعوى المنظورة أمام القاضي ما لم تكن هذه الدعوى قد أقيمت بغرض رد القاضي عن نظر الدعوى المنظورة أمامه.
- إذا كان لمطلقة القاضي التي له منها ولد أو لأحد أقارب القاضي حتى الدرجة الرابعة أو لأحد أصهار القاضي إلى الدرجة الرابعة خصومة قائمة أمام القضاء مع أحد الخصوم في الدعوى المنظورة.
- إذا كان الخصوم خادما للقاضي والمقصود بالخادم أن يكون عاملا خاصا لدى القاضي.
- أو كان القاضي قد اعتاد مواكلة أحد الخصوم وتتحقق المواكلة بالجلوس على مائدة الخصم ثلاث مرات متتالية.
- إذا كان القاضي قد اعتاد مساكنة أحد الخصوم بحيث يسكن القاضي مع أحد الخصوم أو يسكن أحد الخصوم مع القاضي في بيت واحد غالب الوقت أو بصفة دائمة وسواء كان السكن بأجرة أو بدون أجرة.
- إذا كان القاضي قد تلقى من أحد الخصوم هدية قبيل رفع الدعوى أو بعده.
- إذا كان بين القاضي وبين أحد الخصوم عداوة أو مودة تؤدي عدم استطاعته الحكم من غير تحيز.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا رد الدعوى في النظام السعودي والذي سلطنا الضوء فيها على معنى رد الدعوى وتحدثنا عن رد الدعوى في النظام السعودي.
وللمزيد من المعلومات تابع موقعنا.
تحدثنا عن : رد الدعوى في النظام السعودي.
تفاصيل رد الدعوى في النظام السعودي و3 من أسباب رد الدعوى
اترك تعليقاً